أعلنت الحكومة الفنلندية أنها تستعد لفتح معبرين من أصل ثمانية مع روسيا، بعد إغلاق كافة حدودها بسبب خلافات حول تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء نحو أوروبا، من الأراضي الروسية.
وفي بيان لها، أمس الثلاثاء، قالت الحكومة الفنلندية إن جميع نقاط العبور ستبقى مغلقة، باستثناء نقطتي فاليما ونيرالا الحدوديتين.
ومن المقرر أن يُفتح المعبران يوم غد الخميس، على أن يظلا مفتوحين حتى 14 يناير/ كانون الثاني المقبل على الأقل.
ولم توضح فنلندا سبب فتح المعبرين، إلا أن هذه الخطوة تتزامن مع فترة أعياد رأس السنة.
لكن رئيس الوزراء الفنلندي، بيتري أوربو، قال في مؤتمر صحفي، أمس، إنه “من دون تفكيك القيود لا يمكن التأكد من حدوث تغيير نحو الأفضل. وإذا استمرت الظاهرة فسوف نقوم بإغلاق هذه المنافذ الحدودية”.
وكانت فنلندا أعلنت أنها استقبلت أكثر من ألف مهاجر في الفترة بين أغسطس وأواخر نوفمبر الماضيين.
وهي زيادة عن العدد المعتاد الذي يقل عن مهاجر واحد يصل يومياً لفنلندا.
ومنذ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أغلقت السلطات الفنلندية جميع المعابر الحدودية مع روسيا، بسبب الوصول “غير المنضبط” لطالبي اللجوء من سورية والهند والمغرب.
ووصف الكرملين هذه الخطوة بـ “المؤسفة” مطالباً فنلندا بالتراجع عن قرارها.
وتتهم دول أوروبا الشرقية، ومن بينها فنلندا وإستونيا، روسيا بدفع المهاجرين نحو الاتحاد الأوروبي، للضغط عليه بشأن موقفه الداعم لأوكرانيا.
واتهمت الحكومة الفنلندية روسيا بتوجيه المهاجرين إلى المعابر، رداً على قرارها زيادة التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة.
وقال رئيس الوزراء الفنلندي إن ضباط حرس الحدود الروس “رافقوا المهاجرين غير الشرعيين إلى الحدود الفنلندية”.
لكن موسكو رفضت تلك الاتهامات، وصرح المتحدث باسم الكرملين أن فنلندا ترتكب “خطأ كبيراً” بإغلاق المعابر الحدودية، وأن خطوة هلسنكي تدمر العلاقات الثنائية.
وتشترك فنلندا في حدود يبلغ طولها 1340 كيلومتراً (830 ميلاً) مع روسيا، وهي أيضاً بمثابة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
استونيا على الخط
وإلى جانب فنلندا، تواجه استونيا موجة مماثلة من طالبي اللجوء القادمين من الأراضي الروسية إلى دول أوروبا الشرقية.
وكان حرس الحدود الإستوني أفاد الأسبوع الماضي، أنه لم يسمح لمجموعة من طالبي اللجوء السوريين بالدخول من روسيا إلى أراضيه، متهماً موسكو بشن “هجوم هجرة” ضده.
وقال في بيان له إن حرس الحدود ضبط مجموعة صغيرة تتكون من أربعة سوريين، في أثناء محاولتهم دخول إستونيا من الأراضي الروسية.
وأضاف أنه طلب منهم المغادرة ولم يسمح لهم بدخول أراضيه كونه “ليس لديهم الحق في دخول الاتحاد الأوروبي من الاتحاد الروسي عبر نقطة تفتيش في نارفا”.
ووجهت إستونيا (الحدودية مع روسيا) اتهامات لموسكو بشن “هجوم هجرة” عبر دفع طالبي اللجوء نحو الحدود الإستونية “بشكل منظم”.
وقالت إنه خلال الأيام الماضية وصل بشكل مفاجئ أكثر من 34 شخصاً من طالبي اللجوء، يحملون جنسيات سورية وصومالية وأفغانية، إلى الحدود الإستونية مع روسيا.
ونقلت وكالات روسية عن الخدمة الصحفية لمحافظة إيدا التابعة لحرس الحدود الإستوني، أن هؤلاء الأشخاص “تستخدمهم السلطات الروسية كجزء من هجوم الهجرة”.
وأضافت أنه إذا تصاعد الوضع “فقد يتم إغلاق نقطة التفتيش الحدودية” بين البلدين.