وثق فريق “منسقو الاستجابة في الشمال السوري” مقتل 37 مدنياً في ريف إدلب الجنوبي، إثر حملة التصعيد العسكرية التي بدأتها قوات الأسد وروسيا، منذ مطلع يونيو/حزيران الحالي.
وقال الفريق في بيان له اليوم الاثنين: “لازالت حملة التصعيد العسكري لقوات النظام السوري وروسيا على منطقة خفض التصعيد الأخيرة مستمرة منذ بداية شهر حزيران الجاري”.
وأضاف أن عدد الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال غرب سورية بلغت ومنذ مطلع الشهر الحالي 308 خروقات.
وتسبب القصف المستمر حتى الآن، بحسب الفريق الإنساني بمقتل 37 مدنياً، بينهم خمسة أطفال وستة نساء وكوادر إنسانية.
كما أصيب أكثر من 52 مدنياً بينهم تسعة أطفال وست نساء، إضافة إلى استهداف أكثر من ثمانية مراكز ومنشآت حيوية في المنطقة.
وطالب “منسقو الاستجابة” كافة الفعاليات الدولية العمل بشكل فعال على وقف إطلاق النار في شمال غربي البلاد، وإيقاف استهداف البنى التحتية في المنطقة، والتوقف عن استهداف المدنيين بغية إرغامهم على النزوح من المنطقة.
وجدد مخاوفه من عدم قدرة المنطقة على تحمل أي موجة نزوح جديدة، وخاصةً في مناطق المخيمات التي تشهد اكتظاظاً سكانياً كبيراً.
ويأتي القصف في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى جلسة مجلس الأمن المرتقبة، من أجل التصويت على قرار تجديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر الحدود، وخاصة من خلال معبر “باب الهوى”.
واللافت في التصعيد العسكري لقوات الأسد وروسيا أنه يتركز ومنذ أسابيع على مناطق جبل الزاوية الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب، وأيضاً على منشآت صحية تتبع لمنظمة “الدفاع المدني السوري”.
ولا توجد مؤشرات واضحة عما ستكون عليه المرحلة المقبلة بالنسبة لوضع محافظة إدلب، سواء باستمرار التصعيد الروسي أو توقفه.
في حين لم تعرف أسباب التصعيد حتى الآن، في ظل غياب التصريحات الروسية والتركية أيضاً، وهما الطرفان الضامنان لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.
وتخضع محافظة إدلب، وبالأخص ريفها الجنوبي لاتفاق “سوتشي” الموقع بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان والروسي، فلاديمير بوتين.
وكان مقرراً أن يفضي الاتفاق الموقع في مارس/آذار 2020 إلى وقف كامل لإطلاق النار، لكن قوات الأسد وروسيا خرقت لأكثر من مرة البنود المتفق عليها واتجهت للتصعيد على الأحياء السكنية في المنطقة.
وتعتبر جبل الزاوية التي تتركز عليها الضربات الروسية خاصرة محافظة إدلب من الجنوب.
وتنتشر فيها قوات تركية مزودة بسلاح المدفعية وراجمات الصواريخ، وتتوزع على شريط طويل على خطوط التماس مع قوات الأسد.