في تجربته الثانية..”مخيم دُلّني” يواصل رؤيته نحو “التمكين الشبابي”
يواصل “مخيم دُلّني” التدريبي تطبيق رؤيته في مجال تطوير المهارات التقنية وأدوات البحث لدى شريحة من الشباب في ريف حلب، عبر تخريج دفعة هي الثانية منذ انطلاقه بداية العام الجاري.
وبهدف تطوير المهارات والمواهب التقنية والفكرية لدى الشباب، وتأهيل كوادر مهنية قادرة على دخول سوق العمل، أطلق “المنتدى السوري” في فبراير/ شباط الماضي مشروع “مخيم دلني”، الذي أنهى برنامجه الأول في يونيو الماضي.
في حين تم تخريج الدفعة الثانية من المشروع أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي تضمنت 24 شاباً وشابة، تحت عنوان “كتابة المحتوى لتحسين محركات البحث باللغة العربية”.
“أولى الخطوات نحو المهنية”
تقول مريم زعبة، إحدى خريجات الدفعة الثانية، إن مشاركتها في “دلني 2” أضافت لها خبرات ومهارات “لم تكن متوفرة” في منطقتها، عبر تلقيها تدريبات في تحسين محركات البحث (SEO) وكتابة المحتوى باللغة العربية.
“تعلمت مهارات تقنية عدة، بالإضافة إلى الاعتماد على الذات وتجاوز نقاط الضعف واللقاء مع شخصيات وخبرات مفيدة”، تقول مريم (22 سنة).
وتضيف في حديثها لـ “السورية نت” أن أهمية هذه المشاريع تأتي في ظل المصاعب التي يواجهها الشباب في الشمال السوري للحصول على فرصة عمل.
وتدرس مريم حالياً في كلية علم النفس باعزاز، وتعتزم البحث عن فرصة عمل مناسبة فور تخرجها، بعد اكتساب خبرات ومهارات في مجالات متنوعة.
أما همام الشيخ، وهو خريج مخيم “دلني 2″، اعتبر أن الخبرة التي اكتسبها من المخيم قادرة على إدخاله سوق العمل، وفق قوله.
مضيفاً لـ “السورية نت” أن الأمر “يعتمد على تطبيق تلك الخبرات على الصعيد الشخصي والتسويق للنفس كخطوة أولى في هذا المجال”.
ويلخص همام (23 عاماً) الخبرات التي اكتسبها بـ “كتابة المحتوى وتحرير النصوص وفقاً لمحركات البحث”.
مضيفاً: “تعلمت أيضاً الطريقة التي يتم استعمالها من قبل شركة جوجل لتصنيف المواقع وترتيبها، واستراتيجات التسويق، ورفع أداء مستوى الموقع ضمن محركات البحث في المتصفح، وفوائد كثيرة من الناحية الإجتماعية ومهارات التواصل والعرض والإلقاء”.
وتحدث همام الذي يدرس في معهد نظم المعلومات الإدارية ويعمل كمختص أمن سيبراني في مدينة اعزاز شمالي حلب، عن مصاعب يواجهها مع شريحة واسعة من الشباب الخريجين في المنطقة.
ومن بينها “عدم وجود فرص عمل تقنية في الداخل السوري سواءً كانت في التسويق أو التجارة الإلكترونية أو الأمن السيبراني، وغيرها من المجالات التقنية التي تفتقرها المنطقة بشكل كامل”.
إلى جانب “عدم القدرة على التواصل مع العالم الخارجي وبناء سمعة مهنية، بسبب وجود العديد من العوائق وأهمها الحوالات المالية وعدم وجود بطاقات رقمية”، وفق قوله.
ما هو “مخيم دُلّني”؟
“شركاء النجاح”، بهذه العبارة يصف “مخيم دُلّني” المتدربين الذين شاركوا فيه، وعددهم 20 شاباً وشابة من الدفعة الأولى و24 من الدفعة الثانية، وهم من المهتمين بتطوير المحتوى الرقمي.
ويُعرّف المشروع عنه نفسه بأنه “مخيم تدريبي تقني مكثف لتطوير كوادر مهنية تعمل في قطاع الخدمات الرقمية في سورية وخارجها، من خلال التدريب على المهارات التقنية والاحترافية”.
ويهدف المشروع، وفق ما قال القائمون عليه لـ “السورية نت”، إلى تأهيل كوادر مهنية في مجال العمل التقني، بحيث “يكون المتدرب مؤهلاً ليشاركنا في نسج مستقبل الاقتصاد الرقمي السوري”.
ويضع المشروع ضمن أهدافه أن يصل عدد المستفيدين إلى 100 متدرب ومتدربة، حتى نهاية عام 2024.
وخلال عام 2023: تم توظيف 40% من خريجي المخيم الأول، ودعم 20% منهم بفرص عمل جزئية.
فيما يجري العمل مع خريجي المخيم الثاني للمساعدة في توفير فرص عمل مناسبة.
برامج تحت سقف “دُلّني”
إلى جانب المخيمات التقنية التدريبية، يضم مشروع “مخيم دُلّني” برامج عدة أبرزها:
الورشات المهنية: وهي ورش تقنية مكثفة للمساعدة على التطوير الشخصي والمهني.
وخلال عام من انطلاقه، تم تقديم 6 ورش عمل مكثفة بمختلف المواضيع، من بينها استخدام الذكاء الاصطناعي، وأسرار تحسين محركات البحث المتقدمة، وتطوير الملف الشخصي على “لينكد أن”، وأفضل استخدام لصفحات الهبوط وكيفية البدء بالعمل الحر.
فعالية لنتحاور DollaniTalk: تهدف هذه الفعالية إلى تعريف المتدربين على مجموعة من الأشخاص الناجحين في مجال أعمالهم، وبالتالي خلق فرصة للتواصل بين المتدربين وأصحاب الرؤية والدافعية والريادة المجتمعية.
وتمت استضافة 19 شخصاً من مختلف الجنسيات والمناطق الجغرافية والخبرات الحياتية، ضمن هذه الفعالية، وتحدثوا إلى المتدربين والمتدربات وشاركوهم تجاربهم الشخصية.
برنامج الإرشاد المهني: مبني على فكرة دمج شخص ذو خبرة عملية مع متدرب.
ويهدف البرنامج إلى تقديم الدعم والمساندة للمتدربين لتطوير مهاراتهم المهنية وتحقيق اهدافهم بنجاح، عن طريق تقديم الإرشادات والنصائح اللازمة لتحقيق ذلك.
وتم ربط وإنشاء 8 علاقات بين متدربين ومرشدين مهنيين من عدة دول منها (تركيا، الولايات المتحدة، سورية) ضمن هذا البرنامج.
الخدمات المهنية والتحضير للعمل: يهدف هذا البرنامج إلى مساعدة المتدربين على الوصول إلى فرص عمل خلال فترة 3 أشهر بعد التخرج.
وذلك عبر تقديم خدمات الموارد البشرية، وكتابة السيرة الذاتية، والتواصل والإقناع خلال مقابلات العمل، وتعزيز الهوية الرقمية.
شبكة الخريجين: وهي عبارة عن مجتمع من خريجي “دُلَّني”، هدفه تكوين علاقة بين المتدربين لتبادل المعرفة.
وتم إنشاء عدة مجموعات على منصات اجتماعية مختلفة، مثل “لينكد إن” و”فيس بوك” و”تلغرام”، بمجموع أعضاء يصل إلى 44 شخصاً.
ويقول القائمون على المشروع إن “مخيم دلني” هو النواة الأولى ضمن رؤية “المنتدى السوري” للتمكين الاقتصادي في سورية مستقبلاً، عبر تأهيل الشباب وتمكينهم بما يضمن لهم فرص عمل مناسبة.
يشار إلى أنه يجري التحضير حالياً لمخيم هو الأول من نوعه في الشمال السوري بعنوان “المخيم التدريبي لريادة الأعمال”، والذي يرعاه “المنتدى السوري”.
ويعنى هذا المخيم التدريبي بتطوير أفضل الأفكار مع المستفيدين من ذوي المواهب في المنطقة، وتحويلها إلى مشاريع استثمارية ربحية بالتعاون مع خبراء ذوي خبرات طويلة، وفق القائمين على هذا المشروع.
ومن المقرر أن ينطلق المشروع في منتصف فبراير/ شباط المقبل.