ريف حلب.. معرض لمعتقلي الثورة يذكر بآلاف المنسيين في سجون النظام
نظمت رابطة المحامين السوريين الأحرار في مدينة اعزاز شمالي حلب، خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، معرضاً يوثق صوراً لضحايا ومعتقلين في سجون نظام الأسد منذ سنوات، وذلك بمناسبة الذكرى الـ 11 للثورة السورية.
وحضر المعرض فعاليات مدنية واجتماعية وناشطون إعلاميون ومنظمات مجتمع مدني، إضافةً إلى فنانين و”منشدين ثوريين” ومن ذوي المعتقلين، بحسب القائمين على الفعالية.
“معرض العدالة”
يقول حسن الحسين، أحد منسقي المعرض، في حديثٍ لـ”السورية.نت”، إنّ “المعرض جاء بمناسبة ذكرى الثورة السورية الـ11، للتذكير بمآسي المعتقلين والمغيبين قسراً في معتقلات نظام الأسد ضمن حملة مناصرة لقضية المعتقلين”.
وعرض “معرض العدالة”، حسبما أطلق القائمون عليه من تسمية، 100 صورة مطبوعة للمعتقلين المغيّبين ولضحايا قضوا تحت التعذيب أو بالقصف، إضافة إلى 25 لوحة فسيفسائية و50 لوحة فنيّة مرسومة، تحاكي واقع المعتقلين تعذيباً وآلاماً وتغييباً، بحسب الحسين.
ويوضح الحسين، أن “المعرض يهدف إلى إيصال رسالة للعالم بضرورة تحريك ملف المعتقلين وإطلاق سراحهم، إلى جانب لفت الانتباه إلى الجرائم المرتكبة من النظام وروسيا وإيران بحق الشعب السوري”.
ويشير إلى أنّ هذه “الفعاليات من شأنها أن تضمن مطالبة دائمة بتحقيق العدالة ومساءلة مجرمي الحرب التي باتت مطلباً أساسياً للسوريين جميعاً”.
قضية مصيرية منسيّة
يعتبر أحمد الأطرش وهو مصور صحفي شارك في المعرض، أنّ “قضية المعتقلين السوريين في سجون النظام هي قضية من الواجب أن تكون مصيرية لجميع الجهات الفاعلة بالشأن السوري، سياسيين كانوا أم عسكريين، لاعبين دوليين أو إقليميين، على اعتبارها قضية إنسانية بالدرجة الأولى”.
ويضيف لـ”السورية.نت”، أنّ “السوريين مقبلون على الذكرى الحادية عشرة للثورة، دون تحقيق أي تقدم في قضية المعتقلين خلال هذه الفترة الطويلة وهو بحدّ ذاته كارثة كبيرة تلحق السوريين على الصعيد الإنساني، لأنّ خلف كل اسم معتقل مصير عائلة وآمال ومشاعر إنسانية يجب ألا يتمّ التهاون بها”.
بينما أبو النصر وهو “منشد ثوري” مهجر من مدينة حمص، شارك في المعرض بعدد من “الأناشيد الثورية”، يوضح أنّ “خطوة المعرض والرسالة التي يقدمها هامّة، على اعتبار أنّها خطوة تذكيرية بمصير هؤلاء المغيبين خلف سجون النظام المجرم”.
ويعتبر في حديثٍ لـ”السورية.نت”، أنّ “المعرض يدعو للتفاؤل وردّ الروح إلينا، لأنّ هذه الصور والأسماء ـ رغم مأساويتها ـ أعادتنا لأيام الثورة الأولى، هذه الأيام النقية التي خرج فيها جميع السوريين بمطالب حقّة”.
151 ألف معتقل
وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في العام الـ 11 على انطلاق الثورة السورية، اعتقال واختفاء أكثر من 151 ألفاً و462 شخصاً على يد أطراف النزاع السوري، بينهم أكثر من 132 ألفاً و667 شخصاً على يد نظام الأسد، وذلك منذ شهر مارس/آذار 2011.
وتبين إحصاءات “الشبكة السورية”، أنّ العام ما بين آذار 2012 إلى آذار 2013 تصدّر حصيلة المعتقلين من قبل مختلف الأطراف بـ 28 ألف معتقل ومختفٍ، وبعده العام من آذار 2013 إلى آذار 2014، بـ 25 ألفاً.
ومن آذار 2020 إلى آذار 2021 سجل الحصيلة الأدنى لعدد المعتقلين، بحوالي 1808 معتقلين فقط، بحسب تقرير “الشبكة”.