يصادف اليوم السبت 28 من آذار 2020 الذكرى الخامسة لخروج محافظة إدلب عن سيطرة نظام الأسد، بعد العمل العسكري الواسع الذي أطلقته الفصائل المنضوية في “جيش الفتح”، في 28 من آذار من عام 2015.
ومنذ خمس سنوات مضت شكّلت السيطرة على مدينة إدلب، وقبلها عشرات المواقع العسكرية “الاستراتيجية” في محيطها ضربة كبيرة لقوات الأسد، ولاسيما أنها كانت المدينة الثانية التي تخرج عن سيطرة نظام الأسد، بعد مدينة الرقة، واعتبرت في ذلك الوقت المعقل الأبرز لفصائل المعارضة، ومنطلق العمليات العسكرية باتجاه أرياف حماة وحلب واللاذقية.
وبالعودة إلى أحداث 2015، كانت فصائل “جيش الفتح” قد بدأت بالسيطرة على دوار الكرة ودوار الساعة والبنك المركزي وحاجز الجدار ومباني المرور والجنائية وبريد الثورة وكلية الحقوق.
وسبقت السيطرة المذكورة الإمساك بالمفاصل الرئيسية لقوات الأسد، ومن بينها وادي الضيف ومعسكري الحامدية والطلائع، إلى جانب المدن والمواقع، الواقعة على الشريط الحدودي بين تركيا وسورية.
ما بين 2015 و 2020
بالمقارنة بين الظروف التي عاشتها المحافظة في 2015 وصولاً إلى العام الحالي، فإن المساحة الجغرافية التي سيطرت عليها فصائل المعارضة في السابق تقلّصت بشكل كبير، بعد العمليات العسكرية الواسعة لقوات الأسد المدعومة من روسيا والميليشيات الإيرانية، والتي رافقها توقيع عدة اتفاقيات بين اللاعبون الإقليميون (تركيا، تركيا، روسيا).
ومن بين الاتفاقيات التي فرضت معها عدة مراحل في مسير المحافظة منذ 2011 الاتفاقيات الموقعة في مدينة “أستانة” بالإضافة إلى الاتفاقية التي مايزال الروس والأتراك يعملون بموجبها، والموقعة في مدينة “سوتشي” الروسية، في أيلول 2018.
وكان العام الماضي (2019) قد شهد غياب العمليات العسكرية من جانب فصائل المعارضة ضد قوات الأسد، مع استمرار القصف الجوي والمدفعي من جانب قوات الأسد، والذي تم تصعيده في الأشهر الماضية بشكل كبير، ضمن العمليات العسكرية البرية التي أطلقتها روسيا ونظام الأسد، من أجل تطبيق بنود اتفاق “سوتشي”.
أما في العام الخامس من السيطرة على إدلب، فيستحوذ التنسيق الروسي- التركي على مشهد المحافظة، والذي كانت آخر محطاته اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في موسكو، بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان والروسي، فلاديمير بوتين.
وجاء الاتفاق بعد عمليات عسكرية سيطرت قوات الأسد بموجبها على كامل الطريق الدولي دمشق- حلب، واتجهت إلى الجنوب الغربي، في محاولة منها للسيطرة على الطريق الدولي حلب- اللاذقية، والمعروف بـ”m4″.
كما جاء اتفاق وقف إطلاق النار، بعد إطلاق الجيش التركي عملية “درع الربيع” ضد قوات الأسد، بعد مقتل العشرات من جنوده، بقصف جوي ومدفعي، في تحوّل لم يسبق له مثيل، على مدار السنوات الماضية.
المستقبل يحدده “m4”
وبحسب الواقع الميداني الذي تعيشه إدلب، في الوقت الحالي، فإن مستقبل المحافظة مرهون بالطريق الدولي حلب- اللاذقية، والذي تحاول روسيا وتركيا فتحه في الوقت الحالي، وإبعاد أي خطر على جانبيه، بمسافة 6 كيلومترات شمالاً، و6 كيلومترات جنوباً.
وكان الرئيسان التركي والروسي رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين قد أعلنا، مطلع آذار الحالي، في مؤتمر صحفي بموسكو، عن اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب.
ونص الاتفاق، على “وقف كافة الأنشطة العسكرية على طول خط التماس بمنطقة خفض الصعيد في إدلب”، وتضمن “إنشاء ممر آمن على عمق 6 كم شمالي الطريق الدولي (إم 4)، و6 كم جنوبه”.
وبموجب الاتفاق أيضاً اتفق الأتراك والروس على تسيير دوريات مشتركة على طريق حلب- اللاذقية، والتي لاقت رفضاً شعبياً، في الأيام الماضية، بالإضافة إلى تهديدات من قبل تشكيلات جهادية منضوية في “غرفة عمليات وحرض المؤمنين”.
وحتى الآن لم تُعرف النتائج المترتبة على عدم مرور الدوريات، في حين منحت روسيا وقتاً إضافياً إلى تركيا، من أجل اتخاذ إجراءات خاصة بتحييد من أسمتهم “التنظيمات الإرهابية”، و”ضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريق M4”.