في شهر واحد.. الإمارات تلعب على 5 حبال و”الغموض سيد الموقف”
منذ مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بدا ملاحظاً التغير المفاجئ الذي طرأ على السياسية الخارجية الإماراتية.
وتمثل هذا التغيّر بسلسلة زيارات أجراها مسؤولون إماراتيون لعدة دول من جهة، واستقبال أبو ظبي لمسؤولين آخرين من جهة أخرى، آخرهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، حيث وصل اليوم الاثنين والتقى ولي عهد الإمارات، محمد بن زايد.
وزيارة بينيت هي الأولى لمسؤول إسرائيلي بهذا المستوى، منذ تطبيع العلاقات بين البلدين، في العام الماضي.
وأعرب بن زايد عن تطلعه إلى أن تسهم الزيارة “في دفع علاقات التعاون إلى مزيد من الخطوات الإيجابية لمصلحة شعبي البلدين وشعوب المنطقة”، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات “وام”.
وبحث ولي عهد أبوظبي مع بينيت “مسارات التعاون الثنائي، وفرص تنميته في مختلف الجوانب الاستثمارية والاقتصادية والتجارية والتنموية، خاصة مجالات الزراعة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والصحة وغيرها من القطاعات الحيوية”.
“إيران والسعودية”
ما سبق يأتي بعد أيام قليلة من وصول ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان إلى أبو ظبي، في إطار الزيارة الخليجية التي بدأها باتجاه عدة دول.
والتقى بن سلمان محمد بن زايد بعد وصوله، كما زار معرض إكسبو 2020، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إماراتية وسعودية.
وقبل هذه الزيارة كان مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات، طحنون بن زايد، قد أجرى زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، التقى فيها عدداً من المسؤولين الإيرانيين، في خطوة نادرة لطهران استمرت يوماً واحداً فقط.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، إن بن زايد التقى نظيره الإيراني علي شمخاني، الذي أعرب عن أمله في أن تكون الزيارة “بداية جولة جديدة من العلاقات الثنائية. وتمهيداً لتعزيز وتوسيع العلاقات بين البلدين”.
كما شملت الزيارة لقاء جمع مستشار الأمن القومي الإماراتي بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، حسب وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، التي نقلت عن رئيسي قوله إن بناء علاقة جيدة مع دول المنطقة هو من أولويات سياسته الخارجية.
“سورية وتركيا”
في غضون ذلك، وقبل الخطوات الإماراتية مع إيران والسعودية وإسرائيل بأيام قليلة، حطت طائرة تقل ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد في العاصمة التركية أنقرة، في تطور هو الأول من نوعه على صعيد العلاقة بين البلدين المتخاصمين منذ عشر سنوات.
والتقى بن زايد، بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وفي الختام أشرف كلاهما على توقيع عشر اتفاقيات اقتصادية.
ومن المقرر أن يزور أردوغان أبو ظبي في فبراير /شباط المقبل، على أن يسبقه وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، ورئيس الاستخبارات حقان فيدان، في نهاية الشهر الحالي من أجل بحث مجالات التعاون الأخرى.
وكان اللافت منذ بداية شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي، أن السياسة المتغيرة للإمارات، لم تقتصر على دولة دون غيرها، بل طالت الجميع، من تركيا إلى السعودية وإيران وإسرائيل.
بالإضافة إلى سورية التي شهدت عاصمتها دمشق زيارة لوزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، وذلك في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
والتقى بن زايد حينها رأس النظام، بشار الأسد، وكان على رأس وفد ضم عدد من الوزراء.
وقال وزير الخارجية الإماراتي إن “ما حصل في سورية أثَّر على كل الدول العربية”، مؤكداً دعم بلاده “لجهود الاستقرار في سورية”.
في المقابل أوردت وكالة أنباء النظام “سانا” أن الأسد أكد على “العلاقات الأخوية الوثيقة” بين البلدين. ونوه بما وصفه “بالمواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات” التي “وقفت دائماً إلى جانب الشعب السوري”.