عززت إسرائيل استراتيجيتها الهجومية ضد إيران في سورية بثلاث ضربات جوية منذ مطلع العام الجديد 2021، ورغم غياب تفاصيل الخسائر التي أسفرت عنها، إلا أن اللافت فيها توسعها لتطال ثلاث محافظات، أولها ريف دمشق، ومن ثم دير الزور وحماة.
ويؤكد الجيش الإسرائيلي مراراً أن غاراته الجوية في سورية لن تتوقف حتى إخراج الميليشيات الإيرانية من البلاد بشكل كامل، وخاصة في مناطق الجنوب السوري، والتي تعتبر هدفاً رئيسياً تحاول طهران فيه نشر ميليشياتها، وعناصر آخرين يتبعون بالولاء لها.
وسبق وأن قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، هيداي زيلبرمان إن “إسرائيل لا ترى أي عائق أمامها في استهداف ما تريده في سورية”.
وأضاف في تصريحات له، العام الماضي: “إسرائيل لن تتوقف عن ضرب إيران في سورية، ومنعها من التموضع من جهة، ومن تمرير الأسلحة والتقنيات المتطورة لحزب الله في لبنان من الجهة الاخرى”.
وأوضح زيلبرمان: “إسرائيل هاجمت مواقع في سورية، وأطلقت أكثر من 500 قذيفة وصاروخ ذكي خلال العام المنصرم ولم تتلق أي رد أو هجوم يذكر”.
الأول من نوعه في 2021
الضربات الأولى التي نفذتها إسرائيل خلال العام الجديد كانت في ريف دمشق، وبالأخص في محيط مدينة الكسوة، والتي عززت إيران نفوذها فيها في السنوات الماضية، مستفيدةً بذلك من القطع العسكرية الكبيرة الموجودة بها من جهة، ولتضاريسها من جهة أخرى.
وفي السابع من كانون الثاني / يناير الجاري استهدفت صواريخ إسرائيلية محطة رادار في كتيبة نجران في درعا ومحطة رادار في منطقة تل خاروف غرب بلدة الدور بريف السويداء الغربي، ومستودع أسلحة في محيط مقر قيادة “الفرقة الأولى” ضمن جبل المضيع شمال مدينة الكسوة بريف دمشق الجنوبي.
وقالت وكالة أنباء نظام الأسد “سانا”، حينها إن “إسرائيل إسرائيل نفذت عدواناً جوياً عبر رشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، على بعض الأهداف في المنطقة الجنوبية، وقد تصدّت لها وسائط دفاعنا الجوي له”.
وتعتبر منطقة الكسوة من أهم المناطق الجغرافية من الناحية العسكرية في سورية لأسباب متعددة، كون محيطها يعتبر “منطقة عسكرية بامتياز”.
ومن أبرز الوحدات العسكرية التي تنتشر في محيط الكسوة: “الفرقة الأولى” في شمالها، وفي شرقها بجبل المانع يوجد لواء صواريخ أرض- أرض ومحطات رادار ومحطات لاسلكية.
وفي الجهة الغربية من الكسوة توجد ألوية الفرقة السابعة والتي تتداخل مع الفرقة الأولى، وإلى الغرب منها هناك اللواء 90 الممتد من جبل الشيخ حتى القنيطرة، أما في الجنوب منها توجد الفرقة التاسعة بمدينة الصنمين داخل حدود درعا الإدارية.
“الأعنف” في دير الزور
القصف الإسرائيلي الثاني خلال العام الجديد كان في محافظة دير الزور، ووصف بأنه “الأعنف” قياساً بالضربات الأخرى، والتي تفوق أعدادها المئات.
نفذت إسرائيل القصف حينها، في 13 من الشهر الحالي، وقالت مصادر استخباراتية لوكالات عالمية، بينها “أسوشيتيد برس” إن الغارات كانت بناء على معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
واستهدفت الغارات مدينة دير الزور والبوكمال شرقي سورية، وحسب مصادر غير رسمية أسفرت عن مقتل أكثر من 40 شخصاً من المليشيات الموالية لإيران ولقوات الأسد.
ولم تعلق إيران أو نظام الأسد على تلك الغارات التي طالت أيضاً فرع الأمن العسكري التابع للنظام ومخازن أسلحة إيرانية عند الحدود السورية- العراقية.
الثالث في حماة
إلى جانب الضربتين السابقتين طالت الغارات الجوية الإسرائيلية الثالثة، في 22 من الشهر الحالي محيط مدينة حماة، ووفق ما ذكرت وكالة “سانا” فإنها أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين، من عائلة واحدة.
وقالت “سانا” نقلاً عن مصدر عسكري، إن قصفاً إسرائيلياً جوياً استهدف محافظة حماة، مع ساعات فجر الجمعة، وأسفر عن مقتل عائلة من أب وأم وطفلين، وجرح أربعة آخرين.
وأضاف المصدر العسكري: “القصف أسفر عن تدمير ثلاثة منازل للمواطنين على الطرف الغربي لمدينة حماة”.
من جانبه أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل المدنيين، لكنه اتهم نظام الأسد بالمسؤولية قائلاً: “تسببت بقايا الصواريخ التي أطلقتها كتائب الدفاع الجوي التابعة للنظام في محاولة منها للتصدي للصواريخ الإسرائيلية بمقتل عائلة مكونة من امرأة وزوجها وطفلين”.
وأشار المرصد إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت معامل الدفاع، ومركزاً علمياً لتصنيع صواريخ أرض- أرض القصيرة المدى في منطقة الزاوي بمنطقة مصياف في ريف حماة الغربي.
استشهاد عائلة سوري في قصف اسرائيلي على مدينة حماة وجرح آحرين https://t.co/LsMMEWse50 pic.twitter.com/B5zuSnmdjc
— ahmed alshawish (@AAlshawish) January 22, 2021