تتجه الأنظار الدولية خلال اليومين المقبلين نحو الهند التي تستضيف قمة جديدة لمجموعة العشرين، يومي 9 و10 سبتمبر/ أيلول الجاري، في ظل استمرار القضايا “الخلافية” بين قطبي العالم،
وبدأ قادة العالم، المنضوين تحت هذا الحلف، بالتوجه إلى الهند اليوم الجمعة، لبحث الملفات المدرجة على جدول الأعمال لهذا العام.
لكن ما الذي يميز قمة العشرين 2023؟ ومن سيحضر أو سيغيب عن القمة؟
أول الواصلين
كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من أوائل القادة الذين وصلوا إلى الهند، إذ غادر واشنطن أمس الخميس للمشاركة في “قمة العشرين”.
ومن المقرر أن يلتقي بايدن، اليوم، مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، قبل أن يشارك يومي السبت والأحد في القمة.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جايك ساليفان، الثلاثاء الماضي، إن بايدن سيناقش “سلسلة من الجهود المشتركة لمعالجة المشاكل العالمية”.
بما فيها تغير المناخ وتخفيف العواقب الاقتصادية والاجتماعية للحرب الروسية في أوكرانيا، وفق قوله.
إلى جانب بايدن، غادر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، العاصمة أنقرة متجهاً نحو العاصمة الهندية نيودلهي للمشاركة في القمة.
وذكرت تقارير تركية أن عدداً من الوزراء والمستشارين يرافقون أردوغان في رحلته، ومن بينهم وزير الخارجية ووزير المالية، إلى جانب زوجته أمينة أردوغان.
ويتضمن برنامج أردوغان في نيودلهي مناقشة قضايا عدة، أبرزها صفقة الحبوب، وإطلاع المشاركين على نتائج محادثاته مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في سوتشي، الاثنين الماضي.
ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن مصدر دبلوماسي في أنقرة، اليوم، أنه سيتم تركيز الاهتمام خلال لقاءات أردوغان مع الزعماء الأجانب، على مبادرات تركيا والأمم المتحدة لاستئناف عمل مبادرة حبوب البحر الأسود.
كما سيناقش أردوغان قضايا تغير المناخ والحرب الأوكرانية وغيرها من الملفات العالمية “الملحة”.
“أسفٌ” لغياب الزعيمين
أبرز ما يميز قمة نيودلهي الحالية هو غياب زعيمين بارزين، هما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ.
وكان بوتين أبلغ رئيس الوزراء الهندي، الأسبوع الماضي، أنه لن يحضر قمة مجموعة العشرين التي تنظمها بلاده، دون توضيح الأسباب.
لكن متحدث باسم الحكومة الروسية قال الشهر الماضي إن بوتين لن يحضر القمة “لأن جدول أعماله مزدحم”.
ويبدو أن الأمر يتعلق بمذكرة الاعتقال التي أصدرتها محكمة الجنايات الدولية بحق بوتين، بعد اتهامه بارتكاب “جرائم حرب” خلال حربه على أوكرانيا.
ومن المقرر أن يحضر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، القمة بالإنابة عن بوتين.
إذ سبق أن غاب بوتين عن قمة العشرين لعام 2022، والتي انعقدت في إندونيسيا، وحضر لافروف نيابة عنه حينها.
بجانب ذلك، يغيب الرئيس الصيني عن قمة دلهي غداً، في موقف أثار استغراباً دولياً.
إذ أعلنت وزارة الخارجية الصينية، الأحد الماضي، أن شي جين بينغ لن يحضر القمة، وسيشارك رئيس الوزراء بدلاً عنه.
وعبر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن “خيبة أمله” بسبب غياب الزعيم الصيني.
فيما اعتبر مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، أن غياب شي عن القمة لن يعكس تحولاً جوهرياً صينياً تجاه هذه المجموعة.
ويبدو أن غياب الرئيس الصيني يأتي على خلفية توتر العلاقات الصينية- الهندية، إلى جانب توتر علاقات بكين مع الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بسبب “معركة النفوذ”.
وكذلك ترفض الصين وروسيا طرح ملف الحرب الروسية على أوكرانيا، خلال قمة دلهي، ما دفع الرئيسين لعدم المشاركة.
وذكرت تقارير غربية أن القمة الحالية ستكون “ضعيفة” وأقل تأثيراً من سابقاتها في ظل غياب “زعيمين بارزين”.
إذ قالت صحيفة “الغارديان” في تقرير لها، اليوم، إن مجموعة العشرين هي “الأمل المتبقي للحفاظ الفعّال على مبدأ التعددية”.
خاصة في ظل وجود تكتل آخذ في التوسع لعدد من الدول تحت اسم “بريكس“، والذي تؤدي فيه الصين دوراً قيادياً.
ما الذي تناقشه قمة العشرين؟
تشير القمة الحالية إلى أن المواضيع المقترحة على الطاولة قد توسعت لما هو أبعد من الاقتصاد، لتشمل الطاقة المستدامة وتغير المناخ والضرائب والديون الدولية.
وكذلك، ستكون الحرب الروسية على أوكرانيا حاضرة في القمة، وما ترتب عليها من تبعات على الغذاء العالمي بسبب انسحاب روسيا من صفقة الحبوب.
وتريد الهند أن يبحث المجتمعون التنمية المستدامة وتدابير نشر النمو الاقتصادي بشكل أكثر توازناً بين البلدان المتقدمة والنامية.
فيما تريد الولايات المتحدة بحث الجهود الدولية لمكافحة الفقر، وحث المنظمات العالمية، مثل البنك الدولي، على ذلك.
وتتخوف تقارير من عدم صدور بيان مشترك عن القمة، بسبب رفض روسيا والصين للملفات التي سيناقشها المجتمعون.
وقال تريستين نايلور، الأستاذ المساعد للعلاقات الدولية في جامعة كامبريدج، لـ”الغارديان” إن “هناك خطراً كبيراً، أكثر من أي وقت مضى، ألا يصدر بيان مشترك عن مجموعة العشرين”.
ما هي مجموعة العشرين؟
تعتبر مجموعة العشرين أكبر تجمع دولي للتعاون الاقتصادي والمالي بين الدول الأعضاء فيه، وتأسس عام 1999.
ويضم هذ التجمع الاتحاد الأوروبي إلى جانب 19 دولة أخرى، تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد والتجارة العالميين.
وهذه الدول هي: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسبانيا كضيف دائم.
وتمثل الدول الأعضاء 85% من الناتج الاقتصادي عالمياً و75% من التجارة العالمية، ويشكل مجموع سكانها حوالي ثلثي الكرة الأرضية.