قادماً من دمشق.. بوتين يلتقي أردوغان في اسطنبول لافتتاح “السيل التركي”
أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، زيارة إلى مدينة اسطنبول التركية، اليوم الأربعاء، التقى خلالها نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، عقب زيارة مفاجئة وسريعة أجراها بوتين إلى دمشق، أمس.
زيارة بوتين إلى اسطنبول تتمحور بشكل رئيسي حول افتتاح مشروع “السيل التركي”، لنقل الغاز الروسي إلى تركيا وأوروبا، حيث بدأت مراسم الافتتاح، اليوم، في مركز خليج للمؤتمرات باسطنبول، بحضور الرئيسين بوتين وأردوغان، إلى جانب كبار المسوؤلين الروس والأتراك.
وألقى الرئيس التركي كلمة خلال الافتتاح، أشاد فيها بأهمية افتتاح مشروع “السيل التركي”، الذي تم الإعلان عنه رسمياً في ديسمبر/ كانون الأول عام 2014، عقب محطات خلاف كبيرة بين روسيا وتركيا حينها.
#مباشر | مراسم افتتاح خط نقل الغاز "#السيل_التركي" بحضور الرئيسين أردوغان وبوتين https://t.co/BjqvDqfebz
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) January 8, 2020
وقال أردوغان خلال مراسم الافتتاح إن بلاده “لا تريد أن تتحول منطقة الخليج والعراق وسوريا ولبنان إلى ساحة لحروب الوصاية”، مضيفاً “نسعى عبر القنوات الدبلوماسية لخفض وتيرة التصعيد في وقت تدق فيه طبول الحرب”.
وتابع “أي مشروع يقصي تركيا في شرق المتوسط، غير قابل للتنفيذ من النواحي الاقتصادية والقانونية والدبلوماسية”.
في حين علق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على تطورات الأحداث في المنطقة، بقوله: “هناك ميول لتصعيد التوتر في المنطقة، بينما تركيا وروسيا تسعيان لخفض تلك التوترات”.
ومن المقرر أن يناقش بوتين وأردوغان الملفين السوري والليبي والتطورات التي تشهدها الساحة العراقية، في وقت لاحق من زيارة الرئيس الروسي الحالية إلى تركيا.
وتأتي زيارة بوتين إلى تركيا عقب يوم واحد من زيارة مفاجئة وغير معلنة، أجراها إلى العاصمة السورية دمشق، التقى خلالها رئيس النظام، بشار الأسد، في مقر تجميع القوات الروسية هناك.
وبحسب ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية، فإن الجانبين ناقشا تقارير عسكرية حول تطورات الأوضاع في البلاد، كما استمعا إلى عرض عسكري من قبل قائد القوات الروسية العاملة في سورية، وقدم بوتين التهاني والتبريكات للقوات الروسية بمناسبة عيد الميلاد.
ما هو مشروع “السيل التركي”؟
يعتبر مشروع “السيل التركي” من أضخم المشاريع الاقتصادية بين روسيا وتركيا، وكان قد تم الإعلان عنه نهاية عام 2014، إلا أنه تعثر عقب تدهور العلاقات الثنائية بين الطرفين، إثر إسقاط المقاتلات التركية طائرة روسية من طراز “سوخوي 24″، فوق الأراضي التركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
المشروع قائم على فكرة نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى تركيا من جهة، وإلى الدول الأوروبية من جهة أخرى، عن طريق أنابيب ناقلة تمر من البحر الأسود وعبر الأراضي التركية.
تبلغ قدرة مشروع “السيل التركي” نحو 31.5 مليار متر مكعب سنوياً، على أن يغطي كامل احتياجات دول شرق وجنوب أوروبا من الغاز الطبيعي، في حين تبلغ قيمة الاستثمارات في المشروع نحو 11.4 مليار يورو (ما يعادل 12.9 مليار دولار).