قانون مكافحة “كبتاغون الأسد” ساري المفعول.. كيف سينفذ في 2023؟
أصبح قانون مكافحة “كبتاغون الأسد” ساري المفعول، ليلة السبت، بعد توقيع الرئيس الأمريكي، جو بايدن على ميزانية الدفاع، التي تتضمنه، ومن المقرر أن يتم تنفيذه بعد وضع استراتيجية مكتوبة، لتفكيك تجارة وشبكات المخدرات المرتبطة بالنظام السوري، وذلك خلال 180 يوماً.
وجاء توقيع بايدن على القانون بعد إقراره قبل أسبوع من قبل الكونغرس الأمريكي، بمجلسيه “النواب والشيوخ”.
وقال الرئيس الأمريكي في بيان نشره البيت الأبيض، اليوم السبت، إن قانون التفويض الدفاعي السنوي الذي تبلغ قيمته 858 مليار دولار، ويغطي السنة المالية 2023، “يوفر مزايا حيوية”.
وأضاف: “كما يعزز الوصول إلى العدالة للأفراد العسكريين وأسرهم، ويتضمن سلطات حاسمة لدعم الدفاع الوطني والشؤون الخارجية والأمن الداخلي”.
من جهته قال السيناتور الأمريكي، فرينش هيل عبر بيان: “تم تضمين مشروع قانون لتعطيل وتفكيك إنتاج نظام الأسد للمخدرات القاتلة وتهريبها في ميزانية الدفاع. أنا فخور بهذا الإنجاز وسأواصل العمل بلا كلل لمنع نظام الأسد من تعزيز نفوذه والانتشار الدولي للكبتاغون “.
ويعتبر القانون، الذي بات ملزماً على إدارة بايدن أن تجارة المخدرات المرتبطة بنظام الأسد تهديداً أمنياً عابراً، ويطالب الوكالات الأمريكية بوضع استراتيجية مكتوبة خلال 180 يوماً، لتعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات والاتجار بها والشبكات المرتبطة بنظام بشار الأسد في سورية.
كما يقدم القانون الدعم للدول الحليفة لأمريكا في المنطقة، التي تواجه عمليات تهريب المخدرات إلى أراضيها وخاصة الأردن ودول الخليج العربي.
وكان السيناتور هيل من أبرز الشخصيات المسؤولة في أمريكا التي دفعت خلال الأشهر الماضية باتجاه إقرار القانون، وكذلك الأمر بالنسبة لـ”التحالف الأمريكي من أجل سورية”.
ورحّب التحالف السوري بالخطوة، وقال في بيان: “يسعى القانون إلى تعطيل وتفكيك تجارة نظام الأسد المفصلة وغير المشروعة في كبتاغون الأمفيتامين غير الشرعي المسبب للإدمان”.
وتابع البيان: “هذا المخدر يُغطي نظام الأسد أموال أكثر من جميع الصادرات السورية الأخرى مجتمعة. باستخدام نخبة من الجيش السوري بقيادة أخيه ماهر الأسد للإشراف على الإنتاج والتوزيع المنهجي للكبتاغون، تمكن بشار الأسد من نشر المخدرات المحظورة خارج حدود سورية إلى دول أخرى هو الشرق الأوسط وأوروبا”.
وأضاف بيان “التحالف الأمريكي من أجل سورية”: “كانت مواجهة تجارة الكبتاغون أولوية رئيسية في السياسة لدى المنظمات الأعضاء المكونة لنا، ويسعدنا أن نختتم عام 2022 بهذه الأخبار الواعدة”.
“5 بنود”
ويطالب المشرعون الأمريكيون بأن تتضمن الاستراتيجية المكتوبة التي سيتم العمل عليها في المرحلة المقبلة وخلال 180 يوماً 5 بنود هي: تقديم الدعم للحلفاء من دول المنطقة الذين يتلقون كميات كبيرة من الكبتاغون خلال عمليات تهريبها.
إضافة إلى توظيف نظام العقوبات بشكل فعال، بما فيها عقوبات قيصر لاستهداف شبكات المخدرات التابعة للنظام السوري، فضلاً عن وضع لائحة بالدول التي تتلقى شحنات كبيرة من “الكبتاغون”.
وهناك بنود أخرى تضمن تقييم قدرات هذه الدول على وقف عمليات التهريب، وتوفير المساعدة وبرامج تدريبية لهذه الدول لتعزيز قدراتها على التصدي لعمليات التهريب.
وكانت تقارير صدرت من قبل مجلات وصحف عالمية، خلال الأشهر الماضية، أكدت تحول سورية إلى “دولة مخدرات”، تُشكل أقراص الكبتاغون صادرها الرئيسي.
ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز”، العام الماضي، سورية بأنها “امبراطورية المخدرات” التي تزدهر على أنقاض الحرب.
وكشف تحقيق للمجلة الألمانية “دير شبيغل”، في يونيو/ حزيران الماضي، عن تورط وحدات عسكرية ومقربين من رأس النظام، بشار الأسد، بتصنيع وتهريب المخدرات إلى دول عدة.
كيف ستتحرك واشنطن؟
وتوضح كارولين روز، رئيسة برنامج “وحدة الأمن البشري” في معهد “نيولاينز للاستراتيجية والسياسة” أن “القانون يتطلب من الولايات المتحدة الأمريكية إنشاء عملية مشتركة بين الوكالات لمراقبة تجارة الكبتاغون وإدارتها وتعطيلها”.
ونظراً “لوجود العديد من القطع المتحركة، سيكون من الصعب تنفيذ العملية”.
لكن روز أضافت لـ”السورية.نت” في حديث سابق: “من المرجح أن تعقد وزارة الخارجية الأمريكية والدفاع والخزانة ووكالة مكافحة المخدرات والمجتمع الاستخباراتي المزيد من الحوارات بين الوكالات لمراجعة كيفية تطور تجارة الكابتاغون”.
ومن المرجح أن “تخلق هذه الجهود التعاونية آليات مراقبة أفضل تسمح للولايات المتحدة بتتبع تجارة الكبتاغون، وتقدير ثروة عائلة الأسد ورجال الأعمال الآخرين في مجال المخدرات في الشرق الأوسط، وتعزيز المساءلة التي يمكن أن تساعد في وقف تجارة الكبتاغون”.
وتشرح الباحثة الأمريكية أنه و”بينما يخص هذا العمل بشكل مباشر الكبتاغون في سورية، إلا أنه يتضمن أحكاماً تتطلب آلية مراقبة أوسع لمنطقة البحر المتوسط والخليج”.