قدمت أموالاً لمليشيا موالية للأسد.. منظمة فرنسية “متورطة بقتل السوريين”
كشف تحقيق أجرته مجلة “نيو لاينز” الأمريكية عن تورط منظمة فرنسية غير حكومية بدعم ميلشيات تابعة لنظام الأسد، معتبراً أنها انتهكت القانون الدولي والقانون الفرنسي.
وبحسب التحقيق الذي أعده الصحفيان إينيس داف وستيفان كينيش، ونشرته المجلة أمس الخميس، فإن منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” الفرنسية قامت منذ عام 2014 بتمويل جماعة مسلحة موالية لنظام الأسد، مدانة بقتل وتعذيب مدنيين سوريين.
وأشار إلى أن المنظمة الفرنسية لها صلات مع اليمين المتطرف في فرنسا، كما كانت تعمل بالشراكة مع وزارة الدفاع الفرنسية، تحت مزاعم “حماية المسيحيين المحاصرين في سورية”، إلا أن وزارة الدفاع أنهت الشراكة معها العام الماضي دون توضيح الأسباب.
واستندت المجلة في تحقيقها إلى أدلة “لا جدال فيها”، تشمل مستندات مسربة وشهادات سرية ومعلومات مفتوحة، أظهرت جميعها قيام المنظمة الفرنسية بجمع أموال في فرنسا من أجل مساعدة المسيحيين في سورية، إلا أنها كانت تقدمها لميليشيات موالية للأسد في محافظة حماة السورية.
وفي تفاصيل التحقيق، قامت منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” بتحويل مئات آلاف اليوروهات سنوياً من فرنسا إلى سورية عبر مؤسسات مالية وسيطة موجودة في العراق ولبنان، متحايلةً بذلك على العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري، إلا أن أكثر الأدلة إدانة هي وجود فواتير مسربة “توثق التبادل المباشر لما يقرب من 46000 يورو نقداً من منظمة أنقذوا مسيحيي الشرق إلى أيدي المدعو سيمون الوكيل، قائد إحدى ميليشيات الدفاع الوطني سيئة السمعة التابعة لنظام الأسد، ومقرها في بلدة محردة ذات الغالبية المسيحية بمحافظة حماة”.
إلى جانب ذلك، رصد التحقيق صوراً ومنشوارت على مواقع التواصل الاجتماعي توثق العلاقة بين ميليشيا سيمون الوكيل وبين أفراد من منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” أثناء زيارتهم لمواقع عسكرية عدة في بلدة محردة بما فيها ساحة دير مار جرجس، التي حولها نظام الأسد إلى ثكنة عسكرية، وتظهر الصور عناصر من ميليشا الوكيل يرتدون الزي العسكري ويحملون الأسلحة، فيما يقف أفراد المنظمة إلى جانبهم بزي مدني.
ونشر التحقيق تغريدة نشرتها المنظمة الفرنسية عبر “تويتر” عام 2019، تُظهر عناصر من مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لقوات الأسد إلى جانب أحد أفراد المنظمة، وكتبت تعليقاً: “شهادة ألكسندر جوردارزي، رئيس البعثة في سورية، حول مسيحيي محردة الذين يقاتلون من أجل بقائهم. يجب أن تتخيل أن محردة تموت ببطئ”.
وبحسب التحقيق، فإن مليشيا الوكيل متهمة بارتكاب “جرائم حرب” في سورية، لقيامها بقتل وتعذيب مدنيين سوريين معارضين لنظام الأسد، وتم التعرف على ضحايا سيمون الوكيل ضمن صور “قيصر” المسربة.
يُشار إلى أن منظمة “أنقذوا مسيحيي الشرق” تأسست في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2013، وكانت أولى المهام التي قامت بها متعلقة بسورية، وهي حملة “عيد الميلاد في سورية”، والتي كان هدفها المعلن هو تقديم المساعدات الإنسانية للمسيحيين في الشرق الأوسط، للتغطية على ترويجها لأجندة سياسية يمينية ونشر معلومات مضللة مثل “قطع رؤوس المسيحيين في سورية”.
للاطلاع على التحقيق كاملاً اضغط هنا