“قد تتنحيان جانباً”.. تحليل للموقفين الأمريكي والروسي من العملية التركية
قالت صحيفة “بوليتيكو” إن الولايات المتحدة وروسيا لا يمكنهما منع تركيا من شن عملية عسكرية برية في سورية، والتي من المتوقع انطلاقها قريباً حسب تصريحات كبار المسؤولين الأتراك.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في معهد الشرق الأوسط وجامعة “سانت لورانس”، هوارد آيزنستات، قوله إن تركيا جادة للغاية بشأن تنفيذ عملية عسكرية في سورية، تماشياً مع الافتراضات التركية المتعلقة بأمنها القومي، وحاجة أردوغان للظهور بقوة قبل انتخابات 2023.
وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة قد تتمكنان من فرض قيود على التحركات التركية في سورية، لكن لا يمكنهما إيقافها تماماً، مشيراً لوجود أسباب تستدعي قلق واشنطن وموسكو من قيام تركيا بهجوم بري.
واشنطن توافق “بمقابل”
بحسب تقرير صحيفة “بوليتيكو”، الصادر أمس الثلاثاء، ينبع القلق الأمريكي من وجود حوالي 900 جندي أمريكي في سورية، فضلاً عن أن العمليات العسكرية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة أمريكياً، قد تؤدي إلى تعطيل خطط محاربة بقايا تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ومع ذلك، اعتبر البيت الأبيض أن تركيا تعاني من تهديد “إرهابي”، ويحق لها الدفاع عن نفسها، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن موقف واشنطن من العمليات العابرة للحدود “ثابت”، ما اعتبره البعض “ضوءاً أخضر” غير مباشر لتركيا.
من جانبه، قال سونر كاجابتاي، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، للصحيفة الأمريكية، إن التصريحات الأمريكية السابقة لا تعكس الحالة تماماً، لأن لدى تركيا جميع المبررات للقيام بتوغل بري جديد في سورية.
وأضاف أن الولايات المتحدة لن تمنع العملية التركية في سورية، مقابل موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا لحلف “الناتو”، وهذا ما يبرر رد الفعل الأمريكي “الخفيف” حيال التحركات التركية، حسب قوله.
وأردف: “لا أستطيع أن أتذكر أي بيان تمت صياغته بلطف حول التوغل التركي في سورية منذ فترة طويلة”، في إشارة منه لبيان الخارجية الأمريكية.
موسكو والاقتصاد التركي
الموقف الروسي من العملية العسكرية التركية كان شبيهاً بالموقف الأمريكي، حسب صحيفة “بوليتيكو”، بالاستناد إلى تصريحات المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الذي قال “نتفهم ونحترم مخاوف تركيا بشأن ضمان أمنها”.
مضيفاً في الوقت نفسه: “ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن الخطوات التي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع العام”.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن روسيا تقدم الملايين للاقتصاد التركي وقطاع الطاقة في تركيا، ما يوفر الدعم اللازم لأردوغان قبل الانتخابات الرئاسية في يونيو/ حزيران 2023.
في المقابل، يقول خبراء إن أردوغان قد يقبل أخيراً بشار الأسد كـ “حاكم شرعي” لسورية، ما يساعد فعلياً على إنهاء ما تبقى من الحرب في سورية، بحسب الصحيفة، وبالتالي قد تغض روسيا الطرف عن العملية العسكرية التركية مقابل ذلك.
وأضافت “إذا كان الأمر كذلك، يبدو أن الولايات المتحدة وروسيا قد تتنحيان جانباً، بينما تقتل تركيا المزيد من الأكراد- حلفاء أمريكا- في سورية”.