“السيادة” الإسرائيلية على الجولان تعود مجدداً.. واشنطن تحدد موقفها
عادت مسألة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري إلى الواجهة من جديد، بعد تقارير أمريكية أفادت بأن إدارة الرئيس جو بايدن عازمة على سحب هذا الاعتراف.
إذ نقل موقع “واشنطن فري بيكون”، أمس الخميس، عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قوله أن إدارة الرئيس بايدن تعتزم سحب الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، على أن تكون غير تابعة لأحد.
وأضاف: “هذه الأرض ليست تابعة لأحد، والسيطرة عليها قد تتغير حسب الدنياميكيات المتغيرة في المنطقة”، معتبراً في الوقت ذاته أن وجود بشار الأسد في الحكم وتواجد القوات الإيرانية بالقرب من الحدود الإسرائيلية يشكل “خطراً أمنياً” على إسرائيل.
وبحسب الموقع الأمريكي فإن إدارة بايدن قد تتخلى عن الاعترف الذي تبنته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، بشرعية الوجود الإسرائيلي في مرتفعات الجولان السورية، مشيراً إلى أن النهج الأمريكي الحالي لا يزال “غير واضح”.
إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية قالت في بيان لها، اليوم الجمعة، إن سياسة واشنطن بشأن الجولان “لم تتغير”، مشيرة إلى أن التقارير التي تشير إلى عكس ذلك “كاذبة”.
U.S. policy regarding the Golan has not changed, and reports to the contrary are false.
— U.S. State Dept – Near Eastern Affairs (@StateDept_NEA) June 25, 2021
من جانبها، علّقت إسرائيل على التقارير الأمريكية بقولها إن الجولان سيبقى تحت السيادة الإسرائيلية، حتى لو سحبت الولايات المتحدة اعترافها بذلك.
وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بارليف، في حديثه لـ “معاريف أولاين”، اليوم، إن الجولان ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية حتى لو سحبت الولايات المتحدة اعترافها بذلك.
فيما نقلت الصحيفة ذاتها عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، قوله إن “مرتفعات الجولان رصيد استراتيجي وجزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل ذات السيادة”.
يُشار إلى أن إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان السورية خلال حرب عام 1967 وضمتها إليها عام 1981، دون اعتراف من المجتمع الدولي بذلك.
إلا أن الولايات المتحدة، بعهد الرئيس دونالد ترامب، وقعت إعلاناً في مارس/ آذار عام 2019، يعترف بسيادة إسرائيل “الكاملة” على هضبة الجولان، في خطوة رحبت بها إسرائيل ووصفتها بأنها “تاريخية”، فيما عارضتها دول عدة، بينها دول حليفة للولايات المتحدة مثل ألمانيا وفرنسا وغيرها.
ومع تسلم الرئيس جو بايدن رئاسة البيت الأبيض، مطلع العام الجاري، انتشرت تقارير عدة حول تغير السياسة الأمريكية تجاه ملف الجولان، استناداً إلى تصريحات صادرة عن مسؤولين أمريكيين.
إذ تحدث وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، في تصريحات صحفية في فبراير/ شباط الماضي، عن أهمية الجولان بالنسبة لأمن إسرائيل، إلا أنه تجنب الاعتراف لفظاً بسيادة الأخيرة على المرتفعات السورية، فيما يشير إلى إمكانية طرح الملف للنقاش مجدداً داخل البيت الأبيض.
وقال بلينكن حينها إنه في حال تغير الوضع في سورية، فإن بلاده ستنظر مجدداً إلى ملف الاعترف بسيادة إسرائيل على الجولان، مضيفاً: “لكننا لسنا قريبين من ذلك”.