قمة تركية-روسية بـ”أقرب وقت”..أنقرة تحبس أنفاسها مُترقبةً المواقف
اتفق الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، على عقد لقاءٍ ثنائي “في أقرب وقت”، وذلك عقب مقتل وجرح العشرات من الجنود الأتراك، بقصف لقوات الأسد على موقعهم جنوب إدلب. ورفضت أنقرة، اليوم الجمعة، رواية موسكو، حول استهداف الجنود الأتراك.
قمة محتملة
وقال الكرملين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، اتفقا خلال مكالمة هاتفية اليوم، على ضرورة اتخاذ إجراءات جديدة لتخفيف التوتر وإعادة الوضع لطبيعته في شمال غربي سورية.
ووفقاً لنص المكالمة، قال الكرملين، إن بوتين وأردوغان، اتفقا على ترتيب اجتماع رفيع المستوى، لبحث الوضع في محافظة إدلب، التي قال الرئيسان إنها مبعث ”قلق بالغ“، وفق رويترز.
بدوره قال مدير الإتصالات في رئاسة الجمهورية التركية، فخر الدين ألتون، إن الرئيس أردوغان سيتحدث مع زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في أعقاب ضربة جوية أسفرت عن مقتل 33 جندياً تركيا في إدلب.
ونقلت قناة ”إن تي في“ التلفزيونية عن ألتون تأكيده، أن أردوغان و بوتين اتفقا خلال مكالمة هاتفية على الاجتماع وجهاً لوجه في أقرب وقت ممكن.
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن “الأزمة” في إدلب “تجاوزت جميع الحدود”، داعياً المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات ملموسة تجاه الكارثة الإنسانية في إدلب وسورية.
وسبق أن أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أن اتصالاً بين الرئيسين بوتين وأردوغان، تم بمبادرة من الجانب التركي، مضيفاً أن الرئيسين بحثا تطبيق الاتفاقات المتعلقة بإدلب، لافتاً إلى أن العمل بهذه الاتفاقات، كان يجب أن يضمن عدم سقوط قتلى من الجيش التركي بسورية، وفق ما نقل موقع “روسيا اليوم”.
وأضاف لافروف قائلاً: “الجيش السوري يملك الحق في محاربة الإرهابيين بإدلب، وموسكو لا تستطيع منع ذلك”.
إيران تدخل خط التصعيد
ودخلت إيران على خط التطورات بين روسيا وتركيا، إذ أعلنت الخارجية الإيرانية، أنها تتابع التطورات في محافظة إدلب، عن كثب وبحساسية عالية، مؤكدة على ضرورة “إدارة الأجواء المتشنجة” في إدلب والعمل على تهدئتها في أسرع وقت.
وأشارت الخارجية الإيرانية، في بيان لها اليوم الجمعة، إلى مواصلة جهود طهران لعقد قمة إيرانية روسية تركية ضمن مسار “أستانة”، على الرغم من الظروف الحساسة في إدلب.
وأصر الجانب الروسي على رواية أن القصف، جاء نتيجة عدم إبلاغ الجانب الروسي، بوجود جنود أتراك في المنطقة التي تعرضت للقصف، إذ قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، عقب اجتماع الرئيس فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن الروسي الوضع في إدلب السورية، إن “الجانب التركي لم يبلغنا بوجود العسكريين الأتراك في أماكن تجمع الإرهابيين في إدلب”.
لكن أنقرة، كذبت على لسان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، اليوم الجمعة، الرواية الروسية، إذ قال أكار، إن استهداف جنود بلاده “وقع رغم التنسيق الميداني مع المسؤولين الروس حول إحداثيات مواقع قواتنا”. مشيراً إلى أنه و “رغم تحذيراتنا عقب القصف الأول، استمرت الغارات الجوية وطالت حتى سيارات الإسعاف”.
وأضاف “نؤكد أنه لم تكن هناك أي مجموعة مسلحة في محيط وحداتنا خلال الهجوم الأخير على قواتنا في إدلب”. وأكد الوزير التركي أن قصف جيش بلاده “في إطار الرد” على هجوم النظام “ما زال مستمراً.
الرد التركي
واستعرض الوزير التركي في تصريحات من غرفة القيادة، على الشريط الحدودي مع سورية، بولاية هاتاي، خسائر قوات الأسد، في أول رد على الهجوم بقوله: ”جرى قصف أكثر من 200 هدف للنظام السوري بعد الهجوم الغادر، بشكل مكثف، عبر مقاتلات وطائرات مسيرة مسلحة ووسائط الإسناد الناري البرية”.
وأضاف أكار، الذي أمضى ساعات الليل في ولاية هاتاي، حيث أدار من هناك عملية الرد على قوات الأسد، حتى صباح الجمعة:”تم تحييد 309 عناصر من قوات الأسد، وتدمير 5 مروحيات و23 دبابة و23 مدفعية، ومنظومتين للدفاع الجوي طراز SA-17 وSA-22″”.
كما لفت أكار إلى تدمير 10 مدرعات و5 شاحنات لنقل الذخيرة و3 مستودعات للذخيرة ومستودعين لمستلزمات عسكرية وأحد المقرات التابعة لقوات النظام.
وكان أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أكد الجمعة، على دعم الحلف لتركيا من خلال إجراءات من بينها تعزيز دفاعاتها الجوية. ودعا ستولتنبرغ إلى ضرورة خفض التوتر في إدلب، وبالعودة إلى اتفاق 2018 (سوتشي) لوقف إطلاق النار في سورية، وفق “الأناضول”.
وأشار أمين عام “ناتو”، إلى أن أعضاء الحلف يبحثون تقديم مزيد الدعم لتركيا.
ويحق لأي دولة عضو بالناتو -بموجب المادة 4 من معاهدة واشنطن التي أسست الحلف- طلب إجراء مشاورات إذا كانت تعتقد أن سلامة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها معرض للخطر.
يشار إلى أن الوفدان التركي والروسي، يواصلان اليوم الجمعة، اجتماعاتهم حول إدلب، لليوم الثالث على التوالي، في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة أنقرة، وبحسب مصادر دبلوماسية تركية، يبدأ الاجتماع الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي، في الجولة الثالثة من اللقاءات، التي لم يتم التواصل في الجولات السابقة منها، لنتائج مرضية للطرفين حول إدلب.