داهمت قوات الأسد بلدة عريقة في ريف السويداء الشمالي الغربي، من أجل البحث عن أشخاص متهمين بعمليات “خطف”، حسب ما ذكرت شبكات محلية.
وقالت شبكة “السويداء 24″، اليوم الاثنين، إن عناصر من قوات الأسد دخلوا بلدة عريقة “في عملية مفاجئة بغية إلقاء القبض على أفراد عصابات الخطف”.
وأضافت الشبكة أن الأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد، تبحث عن 34 شخصاً في بلدة عريقة ومحيطها، من الذين تورطوا بعمليات الخطف.
وتنشط خلايا خطف بين حدود السويداء ودرعا، منذ سنوات، وكانت قد أشعلت في عدة مرات توتراً ما بين المحافظتين.
وكانت آخر عمليات الخطف، منذ يومين، إذ أقدمت مجموعة مسلحة على خطف الشاب “وائل جاد الله”، مع اثنين من رفاقه، في أثناء توجههما لحضور حفلة زفاف في “المليحة” بريف درعا الشرقي.
وغالباً ما تكون الفدية المالية هدف الخاطفين، أو الضغط للإفراج عن مخطوفين آخرين.
في حين وصلت بعض حالات الخطف إلى مرحلة إطلاق النار ووقوع قتلى، كما حدث في 28 مارس/آذار 2020، نتيجة اشتباكات بين فصائل محلية في السويداء وعناصر من “الفيلق الخامس”، المدعوم من روسيا، في بصرى الشام بريف درعا الشرقي، ما أدى إلى وقوع قتلى بين الطرفين.
وكانت السويداء قد شهدت على مدار الأشهر الماضية، تطورات متسارعة سواء على الصعيد العسكري، أو الشعبي وخروج مظاهرات ضد النظام السوري.
وتحمّل فصائل السويداء، وخاصة فصيل “قوات الكرامة” نظام الأسد وأجهزته الأمنية، مسؤولية ما يجري في المحافظة من حالة الفلتان الأمني.
“تسوية” للخاطفين
الأحداث الحالية التي يشهدها الريف الشمالي الغربي للسويداء تعود بالذاكرة إلى شهر تموز العام الماضي.
وفي ذلك الوقت أجرى 22 شخصاً من أهالي قرية عريقة “تسوية” لأوضاعهم مع حكومة نظام الأسد، بعد أيام من انتشار حواجز وإرسال تعزيزات لـ”الفرقة 15- قوات خاصة” في قوات النظام، لملاحقة ما وصفتها بـ”عصابات الخطف والسرقة والقتل”.
ونشرت شبكات محلية تسجيلات مصورة حينها أظهرت احتفالاً لأشخاص خضعوا لـ”تسوية أوضاعهم”، و”تعهدوا بعدم ممارسة جرائم الخطف والقتل والسلب التي كانو يرتكبونها”.
وشهدت بلدة عريقة منذ سنوات فلتاناً أمنياً، بسبب انتشار عصابات منظمة في البلدة ومحيطها.
وتعد من أكثر المناطق التي سُجلت فيها عمليات خطف “طمعاً بالفدية المالية”، إضافة إلى حوادث السلب والقتل، كان آخرها سرقة 300 رأس غنم من قرية صلاخد بجوار عريقة.
ومعظم حاملي السلاح في البلدة كانوا من الفصائل الرديفة لقوات النظام و”اللجان الشعبية”، وبحوزتهم رشاشات متوسطة وقواذف صاروخية وأسلحة متنوعة.
وفي نهاية عام 2019، أجرت الأفرع الأمنية التابعة للنظام “تسويات” لـ40 شخصاً، لكن معظمهم لم يلتزموا بـ”التسوية” وعادوا لممارسة أعمال الخطف، حسب ما ذكر تقرير سابق لـ”السويداء 24″.