تعتزم قوات الأسد والميليشيات المساندة لها إطلاق عملية عسكرية في الساعات المقبلة، في منطقة البادية السورية، بعد تصاعد الهجمات التي تنفذها خلايا تتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقالت مصادر مقربة من نظام الأسد، اليوم السبت، إن العملية العسكرية ستكون “كبيرة”، ومن المحتمل أن تبدأ من محور الريف الشرقي لحماة، بعد الهجوم الأخير الذي نفذته خلايا التنظيم في ريف مدينة السلمية.
وأضافت المصادر: “الجيش السوري اليوم بدأ بتعزيز المحور (شرق السلمية وأثريا) وتدعيمه بالقوات العسكرية والمدرعات، وتمشيط للمناطق التي دخلتها التنظيمات الإرهابية”.
وكانت وكالة “سبوتنيك” الروسية قد ذكرت، مساء أمس الجمعة، أن خلايا تنظيم “الدولة” حاولت التسلل باتجاه مواقع قوات الأسد على محور بلدة الرهجان بريف السلمية الشمالي الشرقي، شرقي محافظة حماة.
وأضافت الوكالة أن قوات الأسد رصدت محاولة التسلل ودارت اشتباكات عنيفة، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي في سماء المنطقة، حيث نفذ سلسلة غارات مستهدفاً خطوط هجوم وإمداد التنظيم من عمق البادية السورية.
وتتحرك خلايا تتبع لتنظيم “الدولة” في مناطق متفرقة من البادية السورية، وخاصة في المنطقة الواصلة بين ريف دير الزور ومدينة السخنة بريف حمص الشرقي.
وتستهدف الخلايا أرتال ومواقع قوات الأسد هناك، وسط مخاوف من لملمة قواه لتأمين بقائه، عبر إعادة هيكليته التنظيمية، معتمداً على الكمائن والهجمات المباغتة على طرق إمداد قوات الأسد إلى دير الزور وحمص.
ومنذ مطلع العام الحالي كانت الخلايا قد اتجهت لتركيز هجماتها على مواقع قوات الأسد في ريفي حماة والرقة، بعد أن نفذت كميناً وصف بـ”الأكبر”، وأسفر عن مقتل أكثر من 40 عنصراً من قوات “الفرقة الرابعة” بريف دير الزور.
وسبق وأن أطلقت قوات الأسد حملات تمشيط في البادية السورية، لكنها لم تفضي إلى القضاء على خلايا تنظيم “الدولة”.
في حين فشلت روسيا مؤخراً في القضاء على الخلايا أيضاً، بعد إطلاقها لعملية “الصحراء البيضاء”، في آب العام الماضي.
593 هجوماً في 2020
في سياق ما سبق نشرت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم “الدولة” إحصائية لهجمات مقاتلي الأخير في سورية، وذلك خلال عام 2020.
وحسب الإحصائية بلغ عدد هجمات التنظيم، العام الماضي، 593 هجوماً توزعت كالتالي: 389 في محافظة دير الزور، 39 في الحسكة، 36 في حلب، 3 في حماة، 29 في درعا، 38 في حمص، 59 في الرقة.
وأضافت “أعماق” أن الهجمات أسفرت عن مقتل 1327 عنصراً من مختلف القوى العسكرية المنتشرة على الخريطة السورية، بينها 19 عنصراً من فصائل “الجيش الحر”، 407 قتلى من قوات الأسد، 901 قتيل من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وتعتبر محافظة دير الزور المنطقة الأبرز التي تنشط فيها خلايا تنظيم “الدولة”، حيث قتل فيها لوحدها حسب الإحصائية 764 عنصراً من قوات الأسد و”قسد”.