قيادي سابق في “تحرير الشام” يوجه رسالة لقيادة الهيئة (فيديو)
وجه القيادي السابق في “هيئة تحرير الشام”، أبو العبد أشداء، رسالة إلى قادة الهيئة، طالبهم فيها بتحسين صورتهم أمام الحاضنة الشعبية بدل الدول الغربية.
وقال أشداء في مقابلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأربعاء، إن على الهيئة أن تسعى إلى “إصلاح صورتها أمام حاضنتها الشعبية في الشمال المحرر، وهو أهم من تحسين صورتها أمام الغرب”.
وطالب أشداء قادة الهيئة “بالتواضع والشورى، وإصلاح القضاء في المنطقة عبر تسليمه لسلطة قضائية وإعطائه صلاحيات كاملة لا يتدخل بها أحد، إضافة إلى إخضاع السجون والمحاكم للمراقبة”.
وكان القائد العام للهيئة “أبو محمد الجولاني” أطلق عدة تصريحات، في الأشهر الماضية، حاول من خلالها رسم صورة جديدة له ولفصيله، الذي يصنف على قوائم الإرهاب “السوداء” لدى معظم الدول.
كما خاطب الشرعي العام لـ”الهيئة”، عبد الرحيم عطون، قبل أسبوعين الدول الغربية، داعياً إلى تطبيع العلاقات معها، كون الفصيل الذي يتبع له “لا يشكل أي خطر”، بحسب تعبيره.
وقال عطون، في لقاء مع صحيفة “LETEMPS” السويسرية، إن “تحرير الشام لا تشكل خطراً على الغرب، معتبراً أنها “آخر من يقاتل نظام الأسد وحلفاءه لكنها لن تتمكن من القضاء عليه دون مساعدة”.
وإلى جانب ذلك تحدث أبو العبد أشداء عن التعذيب داخل سجون الهيئة، موضحاً أن سجون أمنية الهيئة عبارة عن أقبية لا ترى الشمس، إلى جانب رطوبة شديدة وعالية.
وأكد أن السجين يوضع في المنفردة، والتي يبلغ طولها مترين ونصف وعرضها متر ونصف، وفي داخلها الطعام والحمام، مشيراً إلى أن هذه المنفردة يوضع فيها أحياناً أربعة سجناء.
كما لا يسمح للأهالي بزيارة السجناء، إلا ما تسمح به الأمنية، وقد تكون الزيارة كل شهر أو شهرين وقد تصل إلى سنة.
وحول المحاكم في السجون، أكد أشداء أنها صورية وشكلية ولا أساس لها، لافتاً إلى أن العديد من الأهالي لا يعرفون أين أولادهم المعتقلين ولا التهم الموجهة لهم.
وأشار القيادي السابق إلى اعتقال النساء والأطفال من جانب الهيئة، إذ سمع عندما كان سجيناً لدى الهيئة العام الماضي، صوت النساء وأطفالهم في المنفردة.
وكانت “تحرير الشام” اعتقلت العشرات من مناهضيها، خلال السنوات الماضية، كما اعتقلت قياديين عسكريين في “الجيش الحر”.
وتضع “تحرير الشام” معظم معتقليها في سجن العقاب الكائن في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ويضم العشرات من المعتقلين بتهم مختلفة، وأغلبهم من المناهضين لها، إلى جانب سجن حارم وسجن إدلب المركزي.
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” قد وثقت، في آب العام الماضي، اعتقال “تحرير الشام” مئات الأشخاص بشكل تعسفي في مناطق سيطرتها.
وبحسب التقرير فإنه منذ تأسيس “جبهة النصرة” مطلع 2012 وحتى آب 2019، وثقت الشبكة اعتقال 2006 أشخاص، بينهم 23 طفلاً و59 سيدة لا يزالون قيد الاعتقال لدى “الهيئة”.
وتحول ما لا يقل عن 1946 من المعتقلين إلى مختفين قسرياً، في حين قتل ما لا يقل عن 24 شخصاً بينهم طفل واحد بسبب التعذيب، وشهدت مراكز الاحتجاز التابعة لـ”الهيئة” 38 حالة إعدام، لم تسلم جثامينهم لذويهم.
وحاولت الهيئة تحسين صورة سجونها وجهازها الأمني، في نيسان الماضي، عبر نفي وجود معتقلين رأي في سجونها، وأن القضايا والاضبارات يتم رفعها إلى اللجان القضائية، لإصدار الأحكام الشرعية وتمر بمراحل عدة حسب الجرم.