أجرت الحكومة البريطانية، اليوم الاثنين، سلسلة تغييرات مفاجئة طالت وزارتي الداخلية والخارجية، على خلفية الحرب في غزة والتي دخلت يومها الـ 37.
إذ أقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، وزيرة الداخلية سويلا بريفرمان، بعد ضغوط كبيرة تعرض لها، بسبب موقفها “المتشدد” الرافض للمظاهرات المؤيدة لفلسطين في لندن.
وتم تسليم حقيبة الداخلية البريطانية لوزير الخارجية الحالي، جيمس كليرفرلي، ضمن تعديلات يجريها سوناك على فريقه قبل الانتخابات العامة العام المقبل.
انتقادات للشرطة
وكان رئيس الوزراء البريطاني تعرض لضغوط كبيرة من أجل إقالة وزيرة الداخلية، سويلا بريفرمان، بعد انتقادها أجهزة الشرطة وطريقة تعاملها مع المحتجين الرافضين للحرب الإسرائيلية على غزة.
وشهدت شوارع العاصمة البريطانية لندن مظاهرات حاشدة، السبت الماضي، شارك فيها حوالي 300 ألف شخص، للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وانتشرت الشرطة في شوارع لندن لمنع الاصطدام مع مظاهرات مضادة مؤيدة لإسرائيل.
وخرجت وزيرة الداخلية، التي أقيلت من منصبها اليوم، بتصريحات انتقدت فيها الشرطة البريطانية وقالت إن عناصرها “يتجاهلون الغوغاء المؤيدين للفلسطينيين”.
ووصفت سويلا تلك المظاهرات بأنها “مسيرات كراهية” في مقال رأي عبر صحيفة “التايمز”، دون حصولها على موافقة رئيس الوزراء، ما أدى إلى صدور دعوات مطالبة بإقالتها.
من جانبه، اعتبر توم وينسور، الذي شغل سابقاً رئيس هيئة مراقبة في الشرطة، أن تعليقات الوزيرة “مبالغ بها وتتعارض مع مبدأ استقلالية الشرطة”.
وقال لشبكة “BBC” إن “الضغط على مفوض شرطة العاصمة بهذه الطريقة يتجاوز الحدود”.
وتعليقاً على إقالتها، قالت سويلا: “كان تولي منصب وزير الداخلية أكبر شرف في حياتي. سأدلي بتصريحات إضافية في الوقت المناسب”.
وكانت سويلا بريفرمان تسلمت منصب وزيرة الداخلية قبل عام ونصف، بقرار من ريشي سوناك، فور تسلمه رئاسة الوزراء في بريطانيا.
كاميرون يعود
وشملت تغييرات الحكومة البريطانية منصب وزير الخارجية، حيث تم تعيين الوزير السابق ديفيد كاميرون، وزيراً للخارجية، بديلاً عن جيمس كليرفرلي الذي أصبح وزيراً للداخلية.
وكان كاميرون يشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا بين عامي 2010 و2016، قبل أن يتنحى من منصبه إثر خسارته في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأعلن كاميرون موافقته على تسلم المنصب الجديد “بكل سرور”.
وقال: “رغم أنني كنت خارج الخطوط الأمامية للسياسة على مدى السنوات السبع الماضية، إلا أنني آمل أن تساعدني تجربتي – كزعيم محافظ لمدة أحد عشر عاماً ورئيس للوزراء لمدة ستة أعوام – في مساعدة رئيس الوزراء على مواجهة هذه التحديات”.
وجاءت تعيين كاميرون بهذا المنصب “مفاجئاً” في الأوساط السياسية البريطانية، خاصة بعد حالة “عدم الاستقرار” التي عانى منها حزبه المحافظ، أثناء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.