“كورونا” أم غارة جوية؟.. روايتان حول وفاة السفير الإيراني في اليمن
أثارت وفاة السفير الإيراني في صنعاء، حسن ايرلو، جدلاً بعد إعلان طهران وفاته متأثراً بإصابته بفيروس “كورونا”، فيما رجحت مصادر مقتله إثر غارة لـ “التحالف العربي” على اليمن.
إذ أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، صباح اليوم الثلاثاء، وفاة ايرلو بعد إصابته بـ “كورونا”، مشيراً إلى أنه أصيب بالفيروس وهو على رأس عمله في اليمن، ثم عاد إلى إيران في ظروف “غير مواتية” بسبب التعاون المتأخر من بعض الدول لإجلائه.
وحسب خطيب زادة فإن ايرلو توفي بالرغم من استخدام جميع مراحل العلاج لتحسين حالته الصحية، حيث تم تشييعه في مراسم رسمية بوصفه “شهيداً”.
تشييع سفير #إيران لدى مليشيات الحوثي، #حسن_إيرلو في #طهران.#السياق pic.twitter.com/7sUGQ7MrNx
— السياق (@alsyaaq) December 21, 2021
وشغل حسن منصب السفير الإيراني لدى جماعة “الحوثيين” في صنعاء، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وبحسب مسؤولين إيرانيين تعرض لـ “حصار” من قبل “التحالف العربي”، الذي يشن حرباً ضد الحوثيين في اليمن، بقيادة السعودية.
وتم إجلائه من صنعاء إلى العراق، السبت الماضي، بعد حديث إيراني عن إصابته بفيروس “كورونا”، على متن طائرة عراقية، وذلك عقب مفاوضات سرية بين إيران و”التحالف العربي”، وافق الأخير فيها على إجلائه.
توفي أو قُتل؟
خبراء ومحللون سياسيون، رجحوا مقتل السفير إيران لدى “الحوثيين”، إثر غارة جوية لـ”التحالف العربي” على مواقع عسكرية تابعة لإيران و”حزب الله” في مطار صنعاء، فيما تنفي إيران ذلك مشيرة إلى وفاته بسبب “كورونا”.
وبحسب الخبير السياسي السعودي والكاتب في صحيفة “مكة الإلكترونية”، عبد الله العساف، الذي يشغل منصب أستاذ الإعلام السياسي، فإن السفير الإيراني قتل إثر استهدافات عسكرية على مواقع إيرانية في صنعاء، مشيراً إلى تغييرات سيشهدها الملف اليمني بعد تلك الحادثة.
هلاك المندوب الإيراني على اليمن، #حسين_ايرلو، واستهداف ستة مواقع عسكرية في مطار #صنعاء، وما سبقها من استهدافات نوعية لعدد من المواقع العسكرية الإيرانية، كفيل بإذن الله بتغير المسار لصالح #اليمن، والمنطقة العربية بشكل عام.#التحالف_العربي #الدكتور_عبدالله_العساف#الحوثي
— د عبدالله العساف (@aalassaf8) December 21, 2021
فيما قال الباحث العراقي في مركز “الجزيرة للدراسات”، لقاء مكي، إن “موت السفير الإيراني بصنعاء، كان يمكن أن يظل مكتوماً، لولا التوسط لنقله خارج اليمن. المهم في ذلك هو أن جروح القصف التي أصابت السفير، وتسببت بموته، أصابت بالتأكيد كثير من أتباعه بقيادات الحوثي أو من الضباط الإيرانيين”.
موت السفير الإيراني بصنعاء، كان يمكن أن يظل مكتوما لولا التوسط لنقله خارج اليمن. المهم في ذلك هو أن جروح القصف التي أصابت السفير، وتسببت بموته، أصابت بالتأكيد كثير من أتباعه بقيادات الحوثي أو من الضباط الإيرانيين. في الحروب يبدأ التراجع حينما يبدأ نزيف القيادات.
— د. لقاء مكي (@liqaa_maki) December 21, 2021
وكذلك تحدث الخبير في الشؤون السياسية ورئيس “المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط”، أمجد طه، عن مقتل حسن ايرلو بغارة جوية.
وقال ساخراً في تغريدة عبر “تويتر”، إن”وفاة حسن إيرلو مندوب (سفير) إيران لدى المليشيات الحوثية في صنعاء، اليمن مصاباً بكورونا كوفيدF16”.
وفاة حسن إيرلو مندوب (سفير) إيران لدى المليشيات الحوثية في صنعاء، اليمن مصاباً بكورونا كوفيدF16.#امجد_طه
— Amjad Taha أمجد طه (@amjadt25) December 21, 2021
مهندس عمليات الحوثيين في اليمن
يُعتبر حسن ايرلو أحد أذرع إيران العسكرية في اليمن، وله نفوذ كبير في التخطيط للعمليات العسكرية ورسم ملامح المعارك التي يشنها الحوثيون ضد القوات اليمنية الحكومية، المدعومة من السعودية وبعض دول الخليج.
ويأتي الإعلان عن وفاته بالتزامن مع تصعيد “التحالف العربي” قصفه على مناطق الحوثيين في اليمن، مؤخراً، بعد فشل جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة بالتوسط لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
وقبل تعيينه سفيراً، شغل منصب مسؤول طاولة اليمن في الخارجية الإيرانية عام 2015، بعد إعلان “التحالف العربي” حربه ضد الحوثيين، إلى جانب تعيينه نائب المساعد الخاص لوزير الخارجية الإيراني بين عامي 2015 و2020.
مراسم تشییع «حسن ایرلو» سفیر جمهوری اسلامی در یمن با حضور حسین امیرعبداللهیان وزیر امور خارجه برگزار شد. pic.twitter.com/ZOX1nCgybg
— m.reza.s27 (@RezaS27) December 21, 2021
وبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، قبل أسبوعين، فإن الحوثيين طلبوا من السعودية السماح لإيران بإجلاء حسن إلى إيران عبر طائرة خاصة، دون توضيح الأسباب.
ونقلت عن مسؤولين سعوديين أن السعودية، التي تفرض حظراً جوياً على اليمن، لم تسمح لإيران بتوجيه طائرة إلى اليمن من أجل إجلائه، واقترحت بدلاً من ذلك نقله إلى العراق أو عُمان براً، ومن هناك ينتقل جواً إلى إيران، ولكن بشروط أبرزها الإفراج عن رهائن سعوديين لدى جماعة الحوثي.
وتدعم إيران “جماعة الحوثي” في اليمن منذ عام 2014، ما زاد من توتر علاقاتها مع السعودية، إذ تتهمها الأخيرة بتزويد الحوثيين بصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار تشكل تهديداً للأراضي السعودية والمنطقة.