كيف أسهمت إدارة بايدن “الفاشلة” بفتح باب التطبيع العربي مع الأسد؟
عقب موجات التطبيع العربي مع النظام السوري، اتجهت الأنظار نحو الموقف الأمريكي من محاولة تعويم الأسد وإعادته للساحة العربية، في ظل عقوبات أمريكية مفروضة على النظام وداعميه منذ سنوات.
وكانت الزيارة التي أجراها وزير الخارجية السعودي إلى دمشق ولقائه الأسد، الفتيل الذي أشعل الجدل حول السياسة الأمريكية “المتقاعسة” تجاه الشرق الأوسط، عكس إدارتي أوباما وترامب السابقتين، اللتين انتهجتا موقفاً “أكثر صرامة”، بحسب محللين.
بايدن والملف السوري
شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، نقلت عن خبير الشرق الأوسط في معهد “أميريكان إنتربرايز”، مايكل روبين، قوله إن سوء إدارة بايدن للعلاقات في الشرق الأوسط، وبالتحديد العلاقات العربية، تجلى عبر قطع سد التطبيع العربي مع الأسد.
وأضاف أن بايدن غائب سياسياً ودبلوماسياً عن الملف السوري، بدلاً من المساومة أو فرض التطبيع.
وأشار روبين إلى أن “المطالب العربية السابقة فيما يتعلق بالإصلاحات والعدالة تراجعت”، مضيفاً أن “هجوم بايدن الجنوني على السعودية بسبب مقتل عميل مخابرات سابق يأتي الآن على حساب إنكار العدالة لملايين السوريين”.
واعتبر الخبير الأمريكي أن الرئيس جو بايدن خسر معركة الاعتراف بسورية، مضيفاً أن فريق بايدن “أعمى عما سيأتي بعد ذلك: هل ستعارض الكتلة العربية الولايات المتحدة وتعطي الضوء الأخضر للأمم المتحدة لتوجيه أموال إعادة الإعمار ليد الأسد؟ وقد تكون واشنطن شريكة بذلك بشكل غير مباشر من خلال دعمها للأمم المتحدة، ما يسمح للأسد بالربح من القتل بما يصل إلى مليارات الدولارات”.
وأضاف: “هناك مأساة ساخرة لبايدن. لقد دخل منصبه وهو يتحدث عن حقوق الإنسان، لكن سذاجة وغطرسة وغباء كبار مستشاريه ضمنت أن إرثه سيكون أكبر كارثة لحقوق الإنسان”.
“تعويم خالي من التكاليف”
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة “فوكس نيوز”، اليوم الثلاثاء، “موقفنا واضح، لن نقوم بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد في غياب التقدم الحقيقي نحو حل سياسي للصراع الأساسي. نواصل توضيح هذا بشكل علني وسري مع الشركاء”.
وأضاف حول سبب التطبيع العربي مع النظام: “أعربت العديد من العواصم العربية عن رأي مفاده أنه من مصلحتها كدول عربية إعادة الوجود العربي إلى دمشق وعدم ترك فراغ لإيران تملأه”.
وتابع: “لقد ركزنا على استقرار الوضع في سورية من خلال سياسة استباقية للحفاظ على وقف إطلاق النار، وضمان عدم عودة داعش، وإبعاد التهديدات عن إسرائيل وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى اتباع إجراءات المساءلة”.
من جانبه، قال جويل روبين، نائب مساعد وزير الخارجية السابق الذي خدم في إدارتي أوباما وبوش، لـ”فوكس نيوز”، “يتم إعادة سورية ببطء إلى الحظيرة في الشرق الأوسط، لكنها لا تستحق ذلك لأن الأسد لم يفعل شيئاً ثميناً لكسب علاقات أكبر في المنطقة”.
وأضاف أن على واشنطن أن تميل بقوة دبلوماسية أكبر مع حلفائها في الشرق الأوسط لإيجاد طرق جديدة ومبتكرة للضغط على خصومها، مثل الأسد، “حتى لا تكون أي إعادة تأهيل إضافية لهذا الطاغية خالية من التكلفة”.
ويأتي ما سبق في الوقت الذي تتجه فيه دول عربية إلى إعادة العلاقات مع نظام الأسد، وتحريك ملف عودته إلى الجامعة العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات وتونس.