كيف أعطى بيدرسون “الضوء الأخضر” للنظام للهجوم على إدلب؟
أثارت تصريحات المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، حول وجود منظمات “إرهابية” في إدلب، حفيظة منظمات إغاثية داخل سورية، خوفاً من استغلال نظام الأسد وروسيا لتلك التصريحات.
بيدرسون قال خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، إن “المنظمات الإرهابية لا تزال موجودة في محافظة إدلب”، تلك الذريعة التي تستخدمها روسيا في قصفها لإدلب، ودعمها للهجوم الذي تشنه قوات الأسد على المحافظة.
إذ أصدر فريق “منسقو استجابة سوريا”، العامل في الشمال السوري، بياناً، اليوم الخميس، قال فيه إن التصريحات الصادرة عن المبعوث الأممي إلى سورية عن وجود إرهابيين في إدلب، هو إعطاء “ذريعة مباشرة” للنظام وروسيا للهجوم على المنطقة واستعادة السيطرة عليها.
وأضاف أن تصريحات بيدرسون سوف تعطي “الضوء الأخضر” لعملية عسكرية يقودها النظام بدعم روسي على إدلب، ما قد يؤدي إلى تهجير أربعة ملايين سوري بحجة مكافحة الإرهاب.
وربط فريق “منسقو الاستجابة” بين حديث المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، أمس، عن وجود إرهابيين في إدلب، وبين حديث بيدرسون عن ذلك، مشيراً إلى أن تصريحات نيبينزيا “تُبرز النوايا العدائية الروسية تجاه السكان المدنيين في المنطقة”.
وطالب البيان بضرورة تحديد الجهات الإرهابية في سورية، في إطار “مكافحة الإرهاب”، مشيراً إلى أنها معلومة للجميع، وعلى رأسها نظام الأسد وروسيا والمليشيات الأجنبية الداعمة له.
تلميحات سابقة من بيدرسون
حديث بيدرسون عن وجود إرهابيين في إدلب ليس جديداً، إذ سبق أن تطرق لذلك في مؤتمر صحفي، في مايو/ أيار 2019، وقال حينها “هناك مجموعة إرهابية تسيطر على معظم إدلب وهي (هيئة تحرير الشام)”، مشيراً إلى إجماع مجلس الأمن حول “شرعية محاربة الإرهابيين في ظل احترام معايير القانون الإنساني الدولي”.
ومع ذلك، دعا المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، أمس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في إدلب، مشيراً إلى عدم وجود تقدّم في المساعي لوقف إطلاق النار، ولا حتى في المسار السياسي.
وأضاف في الإحاطة الخاصة به أمام مجلس الأمن، أن بإمكان تركيا وروسيا خفض التصعيد في إدلب “ويجب على البلدين القيام بذلك”، معتبراً أن روسيا “ضالعة في العمليات العسكرية التي يشنها النظام في إدلب”.
وتتذرع روسيا ونظام الأسد خلال هجومهما على إدلب بوجود تنظميات “إرهابية” في إدلب، إلا أن منظمات إغاثية عاملة في المنطقة وثقت استهداف طيران الأسد والطيران الروسي للمدنيين، إلى جانب قصفها المنشآت الحيوية، مثل المستشفيات والمدارس.
وكانت “مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان” أصدرت تقريراً، أول أمس، قالت فيه إن قوات الأسد المدعومة من روسيا قتلت، خلال شهر فبراير/ شباط الجاري، ما لا يقل عن 100 مدني، بينهم 35 طفلاً و18 امرأة، في محافظتي حلب وإدلب.
وبحسب التقرير، الذي اطلعت عليه “السورية نت”، فإنه منذ مطلع العام الجاري قُتل ما لا يقل عن 298 مدنياً في إدلب وحلب، مشيراً إلى أن قوات الأسد مسؤولة عن 93% من حوادث القتل.