كيف تفاعلت الدول مع أنباء الانسحاب الأمريكي من سورية؟
أثارت الأنباء المتضاربة حول وجود مخطط أمريكي للانسحاب العسكري من سورية، ردود فعل الدول والجهات المعنية بتطورات الأوضاع في سورية، وعلى رأسها تركيا وروسيا.
وكانت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية نقلت عن مصادر في البيت الأبيض ووزراتي الدفاع والخارجية، أول أمس الأربعاء، أن واشنطن “لم تعد مهتمة بالبقاء في سورية”.
وأضافت الصحيفة أن مباحثات ومناقشات مكثفة تدور حالياً لبحث توقيت وطريقة الانسحاب من سورية.
وبينما أشارت إلى أن القرار النهائي بالمغادرة لم يتخذ بعد، اعتبرت أن الانسحاب سيكون له تأثير كارثي على المنطقة وهدية لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
إلا أن البيت الأبيض نفى في اتصال مع قناة “العربية” وجود خطة لسحب القوات من سورية.
وقال إن “إدارة الرئيس جو بايدن لا تفكر بالانسحاب من سورية”.
روسيا تتحدث عن انسحابين
من جابنها، ربطت روسيا الوجود الأمريكي في سورية بضرورة وجود قوات أمريكية في العراق.
وقال مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، إن “سحب وحدات الجيش الأمريكي من العراق سيتبعه بلا شك انسحاب للقوات الأمريكية من سورية”.
وأضاف في حديثه لقناة “روسيا اليوم”، أمس الخميس، إنه “من المستحيل الحفاظ على الخدمات اللوجستية والحفاظ على وحدة عسكرية في سورية دون إمكانية استخدام الأراضي العراقية”.
في حين قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أول أمس الأربعاء، إن المسألة “ليست فيما إذا كانوا سيغادرون أم لا، فهم موجودون هناك بشكل غير قانوني، بل إن القوى السياسية بين السوريين التي تعتمد على المظلة والرعاية الأمريكية، تقوم برهان زائف أخلاقياً وسياسياً”.
وقال لافروف إن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تحدث خلال فترة ولايته عن نيته سحب القوات الأمريكية من سورية.
لكن، وفق قوله، سارعت “قسد” إلى طلب الوساطة الروسية لبدء الحوار مع النظام السوري.
مضيفاً: “بعد أيام قليلة، غيرت الولايات المتحدة رأيها، وتوقفت قسد عن المطالبة بالمساعدة في الاتصالات مع دمشق، وعادوا على الفور تحت جناح الولايات المتحدة”.
وتدعم أمريكا قوات “قسد” سياسياً وعسكرياً، ويتواجد في المنطقة حوالي 900 جندي أمريكي، إضافة إلى قواعد عسكرية للتحالف الدولي.
تركيا تتعامل “بحذر”
قالت وزارة الدفاع التركية إنها تتعامل “بحذر” مع الأنباء التي تتحدث عن وجود مخطط أمريكي للانسحاب من سورية.
ونقلت صحيفة “ديلي صباح” عن المتحدث باسم وزارة الدفاع، زكي أكتورك، قوله إن بلاده تتابع باستمرار أي تطور إقليمي في مجالي الدفاع والأمن.
مضيفاً: “حتى نرى بياناً رسمياً أو تنفيذاً، يجب التعامل بحذر مع هذا النوع من الشائعات”.
ويعتبر دعم الولايات المتحدة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”وحدات حماية الشعب”، أبرز الملفات الخلافية بين واشنطن وأنقرة.
وتعتبر تركيا “قسد” ومكونها الأساسي “وحدات حماية الشعب” منظمة مرتبطة بـ”حزب العمال الكردستاني”، المصنف على قوائم الإرهاب لديها.
وسبق أن طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الولايات المتحدة بسحب قواتها من مناطق شرق الفرات في سورية، ووقف دعمها “للجماعات الإرهابية”.
“تمهيد قبل الانسحاب”
من جانبها، قالت صحيفة “المونيتور“، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، عرضت على “قسد” خطة للتحالف مع نظام الأسد.
واعتبرت أن الخطة قد تكون تمهيداً لسحب واشنطن قواتها من شمال شرق سورية.
وحسب الصحيفة فإن “هناك مؤشرات متزايدة على أن الانسحاب قد يكون حتمياً، إن لم يكن وشيكاً، وسط تصاعد التوترات بين القوات الأمريكية وإيران”.
وتأتي الخطة، حسب المصادر، كجزء من مراجعة متجددة لسياسة الولايات المتحدة في سورية، والتي تجري حالياً في وزارة الخارجية الأمريكية.
وندد قائد “قسد”، مظلوم عبدي، بالخطة التي وصفها بأنها “فاسدة”، حسب الصحيفة.
وتتعرض القواعد الأمريكية في سورية لهجمات متكررة، المتهم الأول بها، المليشيات الإيرانية المتمركزة على الحدود السورية- العراقية، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وتصدر تصريحات متكررة من قبل مسؤولين أمريكيين، مفادها أن الوقت قد حان للانسحاب من شمال سورية.