كيف تفاعلت المعارضة وكياناتها مع دعوة “مصالحة” نظام الأسد؟
أصدر “المجلس الإسلامي السوري”، اليوم الجمعة، بياناً رد فيه على تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الداعية إلى “تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سورية بطريقة ما”.
ورفض بيان نشره المجلس التصريح، مؤكداً أن “الدعوة للمصالحة مع نظام الأسد تعني المصالحة مع أكبر إرهاب في المنطقة، وتُناقض كل القرارات الدولية التي صدرت بهذا الشأن”.
وشدد البيان، على أن “المصالحة مع النظام بنظر الشعب السوري، لا تقل عن المصالحة مع المنظمات الإرهابية التي تعاني منها شعوب المنطقة كداعش وpkk وأمثالها”.
وتساءل المجلس في بيانه: “هل يجرؤ أحد على المطالبة بالمصالحة مع هذه المنظمات؟”، مؤكداً على مطالب “إسقاط النظام بكل مؤسساته القمعية والأمنية”.
بيان “المجلس الإسلامي” الصادر ظهر الجمعة، كان أول تعليق من جانب الكيانات المحسوبة على المعارضة السورية.
وبعد بيان توضيحي نشرته “الخارجية التركية” لحديث جاويش أوغلو غرّد رئيس “هيئة التفاوض”، بدر جاموس عبر “تويتر” بأن “الجهات التركية الرسمية” (لم يسمها) أكدت بعد التواصل معها، على استمرار دعم الشعب السوري وتطبيق القرار الدولي 2254″.
وأضاف: “نحن ملتزمون بثوابت ثورتنا وفي الوصول إلى حل سياسي يشمل الانتقال السياسي والإفراج عن المعتقلين وعودة المهجّرين ومحاسبة المجرمين”.
تواصلنا مع الجهات التركية الرسمية، وأكدوا على استمرار دعم الشعب السوري وتطبيق القرار الدولي 2254.
نحن ملتزمون بثوابت ثورتنا وفي الوصول إلى حل سياسي يشمل الانتقال السياسي والإفراج عن المعتقلين وعودة المهجّرين ومحاسبة المجرمين.— د بدر جاموس Dr Bader Jamous (@JamousBader) August 12, 2022
وبالتزامن مع تعليق جاموس قال رئيس وفد المعارضة في “اللجنة الدستورية السورية”، هادي البحرة، عبر “تويتر” إن “السلام المستدام”، يتحقق “عند ضمان سيادة القانون وحقوق الإنسان وتحقيق العدالة ومحاسبة مجرمي الحرب التي عانى منها السوريون. لا يمكن تحقيق ذلك، إلا عبر إجراء انتقال سياسي شامل وحازم”.
يتحقق السلام المستدام عند ضمان سيادة القانون وحقوق الإنسان وتحقيق العدالة ومحاسبة مجرمي الحرب التي عانى منها السوريون. لا يمكن تحقيق ذلك الا عبر إجراء انتقال سياسي شامل وحازم، على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبيان جنيف لعام 2012. هذا فقط ما يمكن أن يؤدي إلى سلام حقيقي. #سوريا
— Hadi Albahra (@hadialbahra) August 11, 2022
“الحكومة السورية المؤقتة”، نشرت بعد ذلك، بياناً أثنت فيه على “وقوف تركيا إلى جانب السوريين طيلة السنوات السابقة”.
وأضافت: “مستمرون في الدفاع عن حقوق السوريين، والتزامهم الكامل بتطبيق القرارات المنصوص عليها في مجلس الأمن الدولي”.
من جانبه نشر “الائتلاف الوطني السوري” بياناً، أكد فيه أن “الشعب السوري اختار طريق الثورة وحدد أهدافه منذ أحد عشر عاماً، وبذل في سبيل ذلك مئات الآلاف من الشهداء وملايين المصابين والمعتقلين والمهجّرين، سعياً للوصول إلى الحرية والكرامة والعدالة، بعيداً عن نظام الأسد المجرم”.
وأضاف “الائتلاف” أنه أجرى مساء أمس العديد من التواصلات مع الجهات التركية الرسمية حول تصريحات وزير الخارجية التركي، وأنه “أكد دعمهم الكامل لتطلعات الشعب السوري المشروعة وتنفيذ القرار 2254”.
وقفت تركيا شعباً وحكومة الى جانب السوريين طيلة السنوات السابقة وكانت السند الأقوى في كافة المحافل، ومن خلال بيانهم أكدوا استمرارهم بالدفاع عن حقوق السوريين وإلتزامهم الكامل بتطبيق القرارات الدولية المنصوص عليها في مجلس الأمن الدولي pic.twitter.com/r3InxEmLSC
— Abdurrahman Mustafa (@STMAbdurrahman) August 12, 2022
وكان وزير خارجية تركيا، قد كشف أمس الخميس، عن “لقاء قصير” جمعه مع وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد في بلغراد، في أكتوبر / تشرين الأول عام 2021، ودعا إلى “مصالحة النظام والمعارضة” في سورية.
وأثار هذا الموقف احتجاجات شعبية خرجت في مناطق ريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى محافظة إدلب، بينما دفعت العديد من قادة فصائل “الجيش الوطني” للتأكيد على أنه “لا مصالحة مع النظام السوري”.
ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة، أظهرت مئات المدنيين، وهم يهتفون “لا مصالحة مع الأسد”، منتقدين تصريحات جاويش أوغلو.
واستمرت الاحتجاجات في شمال سورية، اليوم عقب صلاة الجمعة، وجاءت استجابة لدعوات نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.