وسائل إعلام غربية تتحدث عن زيارة بن زايد للأسد..واشنطن: لا نرحب
استحوذت زيارة وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، إلى دمشق ولقائه رأس النظام، بشار الأسد، على اهتمام الصحافة العالمية، التي رأت في الزيارة دلالات سياسية قد تفتح الباب لمرحلة عربية جديدة مع النظام السوري.
الزيارة جاءت بعد انقطاع في العلاقات العلنية منذ سنة 2011، رأت بعدها الإمارات أنه من الواجب محاسبة نظام الأسد على “جرائمه” بحق الشعب السوري كما كان قد ردد وزير خارجيتها سنة 2012، فيما كانت السنوات التالية كما يبدو كفيلة بتغيير ذلك الموقف واستئناف التواصل بين الجانبين، ليخرج ذلك للعلم بذرائع “إنسانية” وأخرى متعلقة بـ “إعادة الإعمار”.
أما اهتمام الإعلام العالمي بتلك الزيارة، فقد انصب بمجمله حول كسر حاجز القطيعة العربية لبشار الأسد، الذي اعتبرته صحف غربية “منبوذاً” ولم يحظَ خلال السنوات الماضية بزيارة عربية بهذا المستوى.
ويرصد فريق “السورية.نت” في هذا التقرير، كيفية تعاطي وسائل إعلام دولية للزيارة وتفسيراتها.
عودة للحاضنة العربية؟
وكالة “بلومبيرغ” العالمية رأت أن الزيارة هي أحدث مؤشر على تحسن العلاقات الإماراتية مع نظام الأسد، خاصة أنها أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع منذ عقد.
واعتبرت في تقرير لها، أمس الثلاثاء، أن توقيت الزيارة يدل على رغبة بإعادة الأسد إلى محيطه العربي، مشيرة إلى أن الإمارات ستمارس ضغطاً على المستويين العربي والدولي من أجل تفعيل مقعد سورية في جامعة الدول العربية.
كذلك رأت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أن الزيارة علامة على جهود إقليمية لإنهاء العزلة الدبلوماسية للأسد، في وقت يعاني فيه من أزمة اقتصادية متصاعدة، ناجمة عن سنوات من “الصراع” والعقوبات الغربية.
وتطرقت الصحيفة إلى التحول في العلاقات السورية- الإماراتية، مشيرةً إلى أن الإمارات اتخذت موقفاً “متشدداً” ضد نظام الأسد عام 2012، واعترفت بالمعارضة السورية كممثل للشعب السوري.
وتحت عنوان “الأسد مدعو لإنهاء سمعته كمنبوذ” توقعت صحيفة “نيزافسيسمايا غازيتا” الروسية، عودة قريبة للأسد إلى مقعده في جامعة الدول العربية، متحدثةً عن دلالات على حضوره القمة العربية المقبلة، المقرر انعقادها في الجزائر في مارس/ آذار 2022.
وقالت الصحيفة في تقريرلها، ترجمه فريق “السورية.نت”، إن عودة الأسد إلى مقعده تواجه عقبات عدة من قبل بعض العواصم العربية، إلا أن استئناف العلاقات بين النظام ولاعبين عرب رئيسين، تشير إلى أن بشار الأسد قد يكون حاضراً فعلاً خلال قمة الجزائر.
الإمارات والتخلي عن إيران
من جانبها، رأت وكالة “أسوشيتيد برس” أن الزيارة الإماراتية لسورية، يمكن أن تخدم كلا الجانبين، رغم الانتقادات الأمريكية لها.
وأشارت في تقرير لها أن سورية “تحتاج بشدة إلى تعزيز العلاقات مع الدول الغنية بالنفط، حيث يتعرض اقتصادها للاختناق بسبب العقوبات الغربية المعوقة، وتواجه مهمة إعادة الإعمار بعد الحرب”.
وتابعت: “الإمارات العربية المتحدة هي أيضاً موطن لآلاف السوريين الذين يعملون في الدولة الخليجية ويرسلون الأموال إلى أقاربهم في الوطن”
وتطرقت الوكالة الأمريكية إلى مصير إيران عقب هذا التقارب، خاصة أنها الداعم الرئيسي للأسد، والخصم القديم للدول الخليجية.
واعتبرت أن الدول الخليجية تسعى إلى توثيق العلاقات مع نظام الأسد، على أمل إبعاده عن إيران، التي ثبتت وجودها العسكري والاستشاري والاقتصادي في سورية منذ سنوات.
طالبت بتطويق الأسد و تقود محاولات تعويمه..محطات علاقة الإمارات بالنظام
إلا أن وكالة “بلومبيرغ” نقلت عن أستاذ العلوم السياسية في الإمارات، عبد الخالق عبد الله قوله، إن “التمزق الكامل والشامل لعلاقات سورية مع إيران ليس ما تأمله الإمارات”.
مضيفاً أن “وجود القليل من إيران، والمزيد من الوجود العربي في دمشق، أمر يمكن تحقيقه”.
وكذلك، نقلت صحيفة “نيزافسيسمايا غازيتا” الروسية عن الباحث السياسي في صحيفة “ميدل”، أنطون مارداسوف قوله:”بالنسبة لروسيا، استعادة سورية لعضويتها في الجامعة العربية أمر مهم جداً لأسباب واضحة”.
وأضاف أن الدول التي تحرك ملف العودة تدرس حالياً إمكانية استبدال النفوذ الإيراني، بمشاركة روسيا، إلى جانب تقويض دور “حزب الله” اللبناني، الداعم عسكرياً لنظام الأسد.
ردود فعل على الزيارة
الولايات المتحدة أعربت بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، لدمشق، عن موقف رافض للزيارة.
وأصدرت الخارجية الأمريكية بياناً جاء فيه، إن واشنطن “تحث دول المنطقة على التفكير ملياً فيما ارتكبه الأسد”، مؤكدة موقفها السلبي من التطبيع مع الأسد وعدم دعم الجهود الرامية لذلك.
وتزامناً مع غياب التعليق الأوروبي، يسود صمت عربي حيال الزيارة حتى اليوم، باستثناء الجزائر التي رحبت بهذه الخطوة.
إذ قال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، في تصريحات اليوم الأربعاء، “نبارك زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق وحان وقت عودة سورية إلى الجامعة العربية”.