دخلت القوات الروسية مدينة الرقة شرق سورية، لأول مرة منذ تدخلها العسكري في البلاد، وذلك ضمن تحركات ملء الفراغ، الذي تركته القوات الأمريكية بعد قرار الانسحاب من قبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وشوهدت القوات الروسية في لقطات على قناة “زفيزدا” التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع اليوم الاثنين، وهي تصافح أطفال سوريين، وتعمل على تفريغ عبوات مساعدات إنسانية تحمل شعار “روسيا معك”.
ونقلت وكالة أنباء “ريا” الروسية عن فلاديمير فارنافسكي، وهو ضابط بوزارة الدفاع، قوله إن القوات الروسية في الرقة تقوم بتسليم المساعدات الإنسانية، وأن “الأطباء العسكريين يقدمون الرعاية الطبية للسكان”.
وأضاف الضابط الروسي، بحسب ترجمة “السورية.نت”: “العمل في المدينة للتخلص من الأنقاض وتطهير المنطقة (القنابل أو الألغام) لم يكتمل بعد، وهناك نقص في المياه النظيفة والأدوية والغذاء”.
وتعتبر مدينة الرقة العاصمة الفعلية السابقة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي حولها إلى “عاصمة للخلافة”، منذ اليوم الأول للسيطرة عليها، في ربيع عام 2013.
وتشهد مدينة الرقة دماراً كبيراً في بنيتها التحتية وأبنيتها السكنية، جراء القصف الجوي المكثف الذي تعرضت له، من قبل التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، في أثناء الحرب ضد تنظيم “الدولة”.
وكانت روسيا قد أقامت، الشهر الماضي، قاعدة لطائرات الهليكوبتر في مطار القامشلي، كما هبطت القوات في قاعدة صرين الجوية، والتي كانت قد أخلتها القوات الأمريكية، في الأيام الماضية.
ويتزامن ما سبق مع دوريات مشتركة تقوم بها القوات الروسية والتركية، على طول الحدود الشمالية لسورية مع تركيا، في إطار اتفاق أبرم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وكانت روسيا قد أقدمت، في الأيام الماضية، على عدة تحركات في مناطق شمال وشرق سورية، بينها إعلان استعادة سيطرة نظام الأسد على سدي تشرين والبعث، واللذان يعتبران من أبرز قواعد توليد الطاقة الكهرومائية في سورية.
ولم تقتصر تحركاتها على ذلك، بل واصلت دخولها لقرى ومناطق جديدة، خاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والتي تسير معها حالياً بمفاوضات، من أجل تحديد شكل الإدارة المقبلة للمنطقة.