محاكمة مسؤولين أمنيّين سابقين لدى نظام الأسد في ألمانيا
بدأت جلسات القضاء الألماني، اليوم الخميس، المعنية بالتحقيق مع مسؤولين أمنيين سابقين لدى نظام الأسد، لتكون أول محاكمة في العالم تحاسب على انتهاكات منسوبة للنظام.
ومَثُل العقيد السابق لدى النظام أنور رسلان، اليوم، أمام القضاء الألماني، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بين عامي 2011 و2012، على خلفية الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد، ويواجه رسلان اتهامات بالمسؤولية عن مقتل 58 شخصاً وتعذيب ما لا يقل عن 4000 آخرين، في فرع الخطيب بدمشق، والذي كان مديراً له.
في حين يمثُل إياد الغريب، صف ضابط سابق لدى المخابرات السورية، أمام القضاء الألماني أيضاً، بتهمة المشاركة في جريمة ضد الإنسانية، عبر اقتياده متظاهرين سلميين إلى أفرع المخابرات، والتواطؤ في عمليات التعذيب، حسبما نقلت وكالة “فرانس برس”.
وكانت السلطات الألمانية اعتقلت رسلان والغريب، في فبراير/ شباط 2019، بعد تعرّف شهود عليهم وإدلائهم بشهادات لدى القضاء الألماني، حول مسؤولية الشخصين عن عمليات تعذيب واسعة في سجون النظام.
وتقدّم المتهمان بطلب لجوء إلى ألمانيا، بعد أن انشقا عن نظام الأسد، حيث وصل رسلان إلى أوروبا عام 2014، والغريب عام 2018، إلا أن القضاء الأوروبي يرى أن الانشقاق لا يلغي ولا “يجّب” ما قبله من جرائم.
ويملك القضاء الأوروبي صلاحية المحاكمة على جرائم لم تُرتكب على الأراضي الأوروبية، وفق ما يُعرف بـ “الولاية القضائية العالمية”، وذلك في حال كان المتهم يعيش في إحدى دول الاتحاد، ويواجه قضية رفعها ضده أحد الضحايا، وهو ما حصل في قضية أنور رسلان وإياد الغريب.
ترحيب حقوقي
أصدرت منظمة العفو الدولية “أمنستي” بياناً، أمس الأربعاء، رحبت فيه بمحاكمة المسؤولين السابقين في جهاز المخابرات السورية، بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.
وقالت لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية: “إن هذه المحاكمة بمثابة خطوة تاريخية في طريق النضال من أجل تحقيق العدالة لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين احتجزوا، وعُذّبوا، وقتلوا بصورة غير مشروعة، في سجون ومراكز احتجاز الحكومة السورية”.
ودعت المنظمة إلى اتباع خطوات مماثلة في جميع الدول، ضد الأفراد المشتبه بارتكابهم جرائم، ومحاسبتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أنها وثقت الممارسة الممنهجة للنظام السوري، المتمثلة في الاحتجاز التعسفي والتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة والاختفاء القسري لعقود.
ونشر الحقوقي السوري، منصور عمري، صورة لأنور رسلان، في أثناء محاكمته اليوم، في محكمة كوبلنز الإقليمية العليا، معتبراً أن “الامتعاض” و”اللامبالاة” كانتا ظاهرتين على المتهم.
المجرم أنور رسلان كما ظهر اليوم في قفص الاتهام . أغلب الوقت في الجلسة بدا عليه الامتعاض و اللامبالاة وتثائب أحياناً. لم…
Posted by Mansour Omari on Thursday, April 23, 2020
في حين اعتبر المحامي والناشط في حقوق الإنسان، أنور البني، أن محاكمة رسلان والغريب، ما هي إلا بداية لمحاسبة نظام الأسد على انتهاكاته ضد الشعب السوري.
— anwar al bunni أنور البني (@anwaralbounni) April 22, 2020