أطلقت شخصيات حقوقية وفنية وسياسية سورية، خلال الأيام الماضية، حملة “لا تخذلوهم”، بهدف تسليط الضوء مجدداً، على قضية عشرات آلاف المعتقلين والمغيبين قسرياً في سجون الأسد.
وشدد كثيرون شاركوا في الحملة، على ضرورة تجنب تحويل قضية المعتقلين، إلى ورقة سياسية يتم التفاوض بها، وإبقائها قضية إنسانية بالدرجة الأولى، منادين بضرورة الكشف عن مصير عشرات آلاف السوريين المغيبين قسرياً منذ سنوات في سجون نظام الأسد.
وقال الدكتور برهان غليون، الرئيس الأسبق لـ”المجلس الوطني السوري”، في تسجيل مصور، إن “قضية المعتقلين وحّدت السوريين. المعتقلون أبناؤنا وتحريرهم من معتقلاتهم الوحشية هو تحرير لنا من المعتقل الأكبر الذي صار إليها وطنناً، وإنقاذ كل واحد منهم هو عربون إنسانيتنا”.
في حين قالت الممثلة، يارا صبري، إن “المعتقلين هم أولادنا، وهم ليسوا أرقاماً موضوعين على جداول أو قوائم، وتذكروا أن كل السوريين في يوم من الأيام كانوا مشروع معتقل، المعتقلون لا يستطيعون إيصال صوتهم، لذلك ينتظرون أن نكون نحن صوتهم”.
#لاتخذلوهم #بدنا_المعتقلين #بدناياهون_بدناالكل #SaveTheSyrianDetainees pic.twitter.com/5ra6uxUMbH
— yara sabri (@yarasabri1) February 12, 2022
أما مؤسس “الجيش الحر”، رياض الأسعد، فقد اعتبر أن “قضية المعتقلين أمانة في أعناقنا، وهي أكبر من المساومات والمفاوضات”، واصفاً من يضع قضية المعتقلين “في إطار حسن النوايا وتبادل الثقة وحسن الظن بالعصابة الأسدية فقد خان الأمانة”.
مشاركة العقيد رياض لاسعد في حملة لاتخذلوهم#لاتخذلوهم#بدنا_المعتقلين pic.twitter.com/imhWD3mkc4
— محمود الحموي (@mahmod1989512) February 12, 2022
وتزامنت الحملة مع تنظيم فعالية في مدينة إسطنبول التركية، اليوم الأحد، من قبل ناشطين ومعتقلين سابقين، تحت عنوان “مناصرة المعتقلين والمغيبين قسراً في سورية”.
وقال عضو “رابطة معتقلي صيدنايا”، محمد منير الفقير، إن “الفعالية جزء من حملة بدأها ناشطون ومنظمات الضحايا والناجين ومعتقلين سابقين”.
وأضاف الفقير خلال حديثه لـ”السورية.نت”، وهو ناجٍ بعد تعذيب لأشهر قضاها سابقاً في سجن صيدنايا، أن الهدف الأساسي من الفعالية “تسليط الضوء على قضية المعتقلين في الوقت الذي تتم فيه تصفية القضية السورية، والتلاعب بها وانحدارها من مسار عملية سياسية تهدف بالنهاية إلى انتقال سياسي، إلى عملية إصلاحية تنتهي بإثبات سرعية الأسد وتعديلات بسيطة في الدستور والحكومة، وإصلاحيات شكلية لا تغير شيئاً”.
وشدد على أهمية هذه النشاطات، والفعالية التي “تأتي للتأكيد على أنه لا يمكن التقدم أي خطوة سياسية فيما يتعلق بالقضية السورية، دون إنهاء ملف المعتقلين وملف المغيبين قسراً في سجون النظام”.
من جهتها قالت شيماء البوطي، وهي ناشطة أشرفت على تنظيم الفعالية في اسطنبول، إن “الهدف من الحملة هو التأكيد على فصل ملف المعتقلين عن الملف السياسي، وإعادة قضية المعتقلين إلى الواجهة وليس جعلها ورقة سياسية بين الأوراق”.
وأضافت خلال حديثها لـ”السورية.نت”، أن “الهدف من الحملة، المطالبة بإخراج المعتقلين من سجون الأسد، والضغط الدولي والمطالبة بتشكيل لجان دولية لفحص سجون الأسد وإخراجهم، وتنظيم فعاليات وحملات متواصلة لمناصرتهم، والتذكير بقضيتهم”.
كما تهدف الحملة إلى “إنصاف المعتقلين السابقين، ليس بإغاثتهم وتحويلهم إلى سلل إغاثية كما حصل مع اللاجئين وإنما تمكينهم في المجتمع من أجل معافاتهم نفسياً وجسدياً”.
ومنذ 10 سنوات ينكر نظام الأسد وجود آلاف المعتقلين في سجونه، على خلفية الاحتجاجات التي خرجت ضده منذ عام 2011، كما يرفض اتهامه باستخدام أساليب التعذيب الوحشية في المعتقلات التابعة لأجهزته الأمنية.
وتشير أرقام “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إلى وجود ما يقارب 150 ألف معتقل تعسفي في سورية، منذ مارس/ آذار 2011، أكثر من 130 ألف منهم يقبعون في سجون النظام، وسط توقعات بأن الأرقام تفوق ذلك.