بينما يتسابق الدبلوماسيون من الدوحة إلى لندن، لمنع اتساع دائرة الحرب في غزة، اتخذت روسيا (حليفة النظام السوري) سياسية هادئة بشكل واضح، دون أي محاولات للتأثير ونزع فتيل الحرب.
وتحت عنوان “لا مبالاة موسكو الاستراتيجية في سورية”، قال موقع “ميدل إيست أونلاين“، إن الفوضى الحاصلة حالياً على خلفية الحرب في غزة، قد تكون بالنسبة لروسيا “وسيلة لتحقيق غاية”.
وأضاف أنه “في حين تتزايد المخاوف من أن هذا التصعيد قد يحول سورية إلى جبهة جديدة في الحرب بين إسرائيل وحماس، يقول الخبراء إن محاولات موسكو لنزع فتيل الوضع ليس لها تأثير يذكر”.
سياسة “الجلوس والانتظار”
ونقل الموقع عن دبلوماسيين ومحللين مطلعين أن موسكو، على الرغم من كونها ضمن أقرب حلفاء رئيس النظام بشار الأسد، لكنها لا تحاول بشكل فعال التخفيف من حدة الحرب بالوكالة في سورية.
واعتبر أن ذلك “يتناقض مع دور موسكو السابق كوسيط في سورية، قبل خمس سنوات، عندما نقلت روسيا رسائل إسرائيلية إلى القيادة الإيرانية، من أجل احتواء الأعمال العدائية في مايو 2018″.
وفي تفسير الصمت الحالي، تشير مصادر لموقع “ميدل إيست أونلاين” أن روسيا “تفتقر إلى النفوذ الكافي للتأثير على وقف التصعيد”.
ومع نأي إيران بنفسها عن هذه الجولة من القتال، فإن “قدرة موسكو على إقناع طهران بالجلوس إلى طاولة المفاوضات أصبحت محدودة”.
وفي الوقت نفسه، ستستفيد روسيا من عواقب هذا التصعيد، على اعتبار أنه لا يشكل أي تهديد مباشر لموسكو.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، مؤخراً، إن الكرملين “ليس لديه أي مخاوف بشأن جر روسيا إلى الصراع”.
وبحسب الموقع، تنظر موسكو إلى الصراع بين إسرائيل و”حماس” باعتباره وسيلة مفيدة لصرف الانتباه عن غزوها لأوكرانيا.
وكذلك فإن الانقسامات المتزايدة في أوروبا بشأن غزة، إلى جانب تصاعد المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بسبب موقف بايدن المؤيد لإسرائيل، يمكن أن تضر بالدبلوماسية الأمريكية وصورتها، وهو ما تريده موسكو، وفق محللين.
وبينما تزايدت وتيرة الهجمات في سورية ضد القوات الأمريكية وتجاه إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، فإن روسيا “تتربص بهدوء في الأجنحة، وعلى استعداد لجني الثمار إذا استمرت الفوضى”.
وختم التقرير بأن “الأمر الأكثر إحباطاً هو أن كل ما تحتاج روسيا إلى فعله للاستفادة من لا مبالاتها الاستراتيجية في سورية هو الجلوس والانتظار”.