“لا مفاوضات..لا اتصال”.. تصريحان يكبحان مسار “تطبيع” أنقرة والأسد
نفى مسؤولون في أنقرة والنظام السوري حصول أي مفاوضات أو عمليات اتصال سياسي بين الجانبين، ما يرجئ “فرضية التطبيع” التي يدور الحديث عنها، منذ أكثر من شهرين.
وبينما قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين في حوار تلفزيوني إنه “لا يوجد حالياً أي خطط للاتصال السياسي مع النظام السوري”، أكد وزير خارجية الأسد، فيصل المقداد أنه “ليست هناك مفاوضات حالياً حول تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة”.
وقال كالن، أمس الجمعة: “لا توجد حالياً أي خطط للاتصال السياسي مع النظام السوري. المخابرات تجري الاتصالات فقط”، مضيفاً: “موقف تركيا من سورية واضح. تستمر عملية أستانة، بينما تستمر عملية اللجنة الدستورية”.
من جانبه قال المقداد لوكالة “سبوتنيك” الروسية، اليوم السبت: “ليست هناك اتصالات على مستوى وزارتي الخارجية بين البلدين”.
وأضاف وزير خارجية النظام السوري أن “عدم التزام تركيا يعد عقبة تعيق عملية تسوية سورية بموجب إطار أستانة”، مؤكداً أن “أستانة هو الإطار الوحيد القابل للتطبيق لحل النزاع السوري”.
وهذان التصريحان يعطيان مؤشراً على أن “فرضية التطبيع” التي دار الحديث عنها بكثرة خلال الأيام الماضية لن تتم في المدى القريب، فيما ربط كالين والمقداد عدم وجود المفاوضات والاتصال السياسي بعبارة “الوقت الحالي”.
وقبل أيام كانت وزارة الخارجية الروسية قد اقترحت تنظيم لقاء بين وزيري خارجية تركيا والنظام السوري مولود جاويش أوغلو وفيصل المقداد، معتبرة أنه “سيكون مفيداً في الوقت الحالي”.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف إن “موسكو فكرة تنظيم اجتماع لوزيري خارجية تركيا وسوريا.. ونحن على استعداد للمساعدة في عقده إذا لزم الأمر”.
وأضاف، حسب وكالة “ريا نوفوستي”: “نرى أن الاجتماع سيكون مفيداً. نحن نتحدث عن إقامة اتصالات بين الجانبين، حالياً تجري الاتصالات على المستويين العسكري والاستخباراتي بين الجانبين.. نحن ندعم هذا اللقاء، ونشجعهم على ذلك”.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت، الأسبوع الماضي ، عن 4 مصادر أن رئيس جهاز الاستخبارات التركي، حقان فيدان عقد عدة اجتماعات مع نظيره السوري، علي مملوك خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتعتبر هذه الاجتماعات التي حصلت في العاصمة دمشق مؤشر على جهود روسية لتشجيع “ذوبان الجليد” بين الدولتين، وفق “رويترز”.
وأجرى فيدان ومملوك تقييماً لإمكانية وكيفية أن يلتقي وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير خارجية النظام فيصل المقداد في نهاية المطاف، وفقاً لمسؤول تركي كبير ومصدر أمني تركي.
وقال المسؤول التركي: “تريد روسيا أن تتخطى سوريا (النظام السوري) وتركيا مشاكلهما وتتوصلان إلى اتفاقات معينة .. تصب في مصلحة الجميع، تركيا وسوريا على حد سواء”.
ولم يصدر أي تأكيد رسمي من جانب أنقرة أو النظام السوري عما نقلته وكالة “رويترز” بشأن زيارات فيدان المتكررة إلى دمشق.
بدوره أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قبل يومين أن تصريحات نظيره فيصل المقداد بشأن ضرورة “الانسحاب التركي من سورية” تعتبر “غير واقعية”.
واستبعد جاويش أوغلو حصول أي لقاءات دبلوماسية في المدى القريب، مؤكداً أن التواصل يقتصر في الوقت الحالي مع النظام السوري “على القنوات الاستخباراتية”.