قالت الحكومة اللبنانية إنها تؤكد حرصها على أمن الرعايا الأجانب على أراضيها، واتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم، بعد أن وجهت سفارات عربية مواطنيها في لبنان للمغادرة فوراً.
وقال وزير الداخلية اللبناني في بيان، اليوم الاثنين، “نؤكد للدول التي طالبت رعاياها بمغادرة أراضينا حرصنا على تحقيق الأمن والاستقرار للجميع”.
ويأتي ذلك على خلفية توجيه بعض الدول العربية، خاصة الخليجية، تحذيرات لمواطنيها بمغادرة الأراضي اللبنانية على خلفية الأحداث الأمنية في مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان.
إذ شهد المخيم الأسبوع الماضي اشتباكات مسلحة، بين حركة “فتح” ومجموعات مسلحة “إسلامية”، على خلفية اغتيال القيادي في “فتح”، أبو أشرف العرموشي.
وأسفر ذلك عن مقتل 13 شخصاً وإصابات أكثر من 60، إضافة إلى نزوح العائلات خارج المخيم هرباً من الاشتباكات.
وبعد أكثر من أسبوع، ساد الهدوء نسبياً في المخيم، وسط تحذيرات من اندلاع الاشتباكات مجدداً.
تحذيرات عربية “مفاجئة”
وكانت سفارات عربية وجهت إنذارات إلى رعاياها في لبنان للمغادرة فوراً، والابتعاد عن مواقع الاضطرابات الأمنية.
ومن بينها السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان، إلى جانب دول غربية وبينها ألمانيا.
وجاءت الخطوة مفاجِئة بالنسبة للحكومة اللبنانية، التي اعتبرت أن الوضع في لبنان “لا يشكل سبباً للقلق أو الهلع”.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، في تصريح صحفي، السبت الماضي، “بناءً على المعلومات المتاحة والتشاور مع القادة العسكريين والأمنيين، فإن الوضع الأمني بشكل عام لا يشكل سبباً للقلق أو الهلع”.
من جانبها، نقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن الأكاديمي الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، قوله إن سبب هذه التحذيرات “أمني بحت”.
وأضاف أن الدول الخليجية “حريصة على مواطنيها، والمشهد الأمني في لبنان مقلق”.
وبحسب وزير الداخلية اللبناني، فإن بلاده “لن يسمح بأن يكون لبنان ساحة لتنفيذ مخططات أو تبادل لرسائل بين أطراف خارجية”.
مضيفاً في بيان اليوم: “لا نقبل أن يتحول لبنان إلى مكان لتنفيذ الأجندات وتبادل الرسائل الأمنية والسياسية”.
وكشف الوزير اللبناني عن اتصالات سياسية وأمنية مستمرة لتسليم المطلوبين، وتجنب أي جولة جديدة من الاشتباكات في مخيم عين الحلوة.
ويعتبر مخيم عين الحلوة أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وسبق أن شهد توترات أمنية بين الفصائل المسلحة داخله.