منذ التوقيع عليها مطلع عام 2022، لم تشهد اتفاقية نقل الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر الأراضي السورية أي تقدم ملحوظ، وسط إقرار مسؤولين لبنانيين بفشل هذا الاتفاق.
إذ تواترت مؤخراً تصريحات مسؤولين لبنانيين، أرجعوا سبب فشل تنفيذ الاتفاقية إلى عدم الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، بسبب العقوبات التي تفرضها على النظام السوري.
وقال رئيس مجلس إدارة كهرباء زحلة، أسعد نكد، في حديث متلفز لقناة “LBC“، أمس الاثنين، إن “الأمريكيين لم يعدوا يوماً بأمر ونفّذوه، إذ تبيّن أنهم لا يستطيعون تأمين الكهرباء للبنان من سورية، بسبب قانون قيصر”.
وأضاف:”يحتاج لبنان إلى طاولة حوار للنقاش في مسألة الكهرباء للوصول إلى الخصخصة أو اللامركزية أو غيرها من الحلول.”
من جانبه، قال وزير الطاقة اللبناني، وليد فياض، أمس الاثنين إن بلاده تواجه عقبات بموضوع استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية.
وقال في تصريحات نقلتها صحيفة “الأخبار” اللبنانية إن البنك الدولي وضع شروطاً أولوية قبل تمويل هذه المشاريع، “وعندما طبقنا الإصلاحات المطلوبة، اخترع شروطاً إضافية، وتكلّم أيضاً عن جو سياسي غير مؤاتٍ”.
وأضاف: “عندما قررنا أن نشتري الغاز والكهرباء بشكل مباشر، من مصر والأردن، من دون تمويل البنك الدولي، أصبحت المشكلة الأساسية هي الموافقة الأميركية على مرور الغاز عبر سوريا ووضع استثناء لقانون قيصر”.
وكان من المفترض أن تبدأ عملية تغذية لبنان بالكهرباء الأردنية عبر سورية في مارس/ آذار 2022، أي عقب شهرين من توقيع الاتفاقية رسيماً بين لبنان والأردن وحكومة النظام السوري.
إلا أن المشروع لم يدخل حيز التنفيذ نتيجة تأخر الموافقة الأمريكية من جهة، بسبب العقوبات المفروضة على النظام السوري، إلى جانب عدم استكمال اتفاق تمويل المشروع من قبل البنك الدولي، من جهة أخرى.
يُشار إلى أن الجانبين الأردني واللبناني وقعا رسمياً اتفاقية نقل الكهرباء الأردنية إلى لبنان، في يناير/ كانون الثاني 2022، فيما وقعت حكومة النظام اتفاقية أخرى مع الجانبين لنقل الكهرباء عبر الأراضي السورية.
ودار جدل حينها حول حصة سورية من التغذية الكهربائية، إذ صرح المدير العام لمؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء السورية، فواز الظاهر، أن النظام سيحصل على مقدار 8% من كمية الكهرباء.
وكذلك قال وزير الكهرباء غسان الزامل، في حديث سابق لصحيفة “البعث”، إن سورية ستحصل على كمية قليلة من الكهرباء الأردنية المنقولة إلى لبنان، مشيراً إلى أنها لن تحل أزمة الكهرباء التي تعاني منها سورية.