اتبعت روسيا مع بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا، في 24 من يناير/ شباط الماضي، عدة تكتيكات عسكرية، سبق وأن اعتمدتها خلال تدخلها العسكري لدعم نظام الأسد في سورية.
ووصفت وسائل إعلام روسية، اليوم الخميس، هذه التكتيكات بأنها “فعالة”، وتضاعف المستوى الأمني للقوات البرية المتوغلة داخل الأراضي الأوكرانية.
وذكرت أن تأمين الحماية الجوية للقوات البرية الروسية من قبل الطيران المروحي (الهليكوبتر) حد من الهجمات الأوكرانية، إذ “يضمن الاعتماد على الطائرات القتالية سلامة الجنود على الأرض وحماية المعدات، كما يمكن أن يسرع وتيرة تقدم القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية”.
كما تؤدي طائرات الهليكوبتر مهام الاستطلاع والتغطية الجوية، حسب وسائل إعلام روسية، ويمكن أن “تسرّع وتيرة التقدم وتحقيق أثر نفسي إيجابي للقوات الروسية البرية، بأن الطائرات تدعمهم بشكل مستمر، بينما تشكل ضغطاَ نفسياً معاكساً على القوات الأوكرانية”.
وتشكل هجمات الجيش الأوكراني عبر الصواريخ المضادة للدروع، والكمائن المنتشرة في مختلف الجغرافية الأوكرانية، خطراً على القوات البرية الروسية.
وتشير التقارير الروسية إلى أن “استهداف هذه الكمائن عبر المروحيات أسهل من استهدافها بالطائرات الحربية، خاصة في خطوط الاشتباك القريب”.
“في سورية.. الهليكوبتر لحماية الدوريات”
وما تتبعه القوات الروسية من تكتيكات في أوكرانيا كانت قد فرضته على الساحة السورية، لكن في سياق ارتبط بحماية الدوريات على الأرض، سواء في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سورية، أو مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في الشمال الشرقي.
وتسيّر روسيا إلى جانب تركيا دوريات عسكرية في الشمال السوري، بموجب اتفاقين منفصلين تم توقيعهما في عامي 2019 و2020.
ومسار الدوريات في شمال غربي سورية وفق اتفاق “سوتشي” يبدأ من قرية الترنبة جنوب شرقي محافظة إدلب، وصولاً إلى قرية عين حور جنوب غربي المحافظة.
ة، بينما المسار الآخر في شمال وشرق سوريفيتركز بشكل أساسي على طول المناطق الحدودية، من عين العرب غرباً وصولاً إلى المالكية في المثلث الحدودي.
سيناريو حلب
وكانت مجلة “الإيكومونست” البريطانية قالت، قبل يومين، في تقرير لها إنه “على العاصمة الأوكرانية أن تستعد لسيناريو الروس في مدينة حلب السورية بين عامي 2012 و2016”.
وأضافت المجلة: “على سكان العاصمة كييف أن يستعدوا للحصار، ربما لكابوس حلب في 2012- 2016، أو مدينة لينينغراد”.
وكانت قوات الأسد والميليشيات التابعة لها وبدعم روسي قد حاصرت الأحياء الشرقية في حلب، ما أسفر عن أزمة إنسانية كبيرة، فيما اضطر مئات الآلاف من السكان للنزوح والخروج من منازلهم، بعد اتفاق يقول مراقبون إن الظروف العسكرية في سورية تختلف بشكل كبير ما بين “قبله وبعده”.