قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه من المهم أن يلتقي وجهاً لوجه مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لبحث تفاصيل صفقة الحبوب، التي انسحبت منها روسيا قبل شهر.
وفي حديثه للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من المجر، اليوم الاثنين، لم يحدد أردوغان موعداً ومكاناً دقيقين للقاء بوتين.
وقال: “في سبتمبر (المقبل) هناك اجتماع لمجموعة العشرين في الهند، واجتماع آخر للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. إذا وجدنا الفرصة في هذه البيئة المزدحمة، فسنلتقي مع السيد بوتين ونتحدث معه وجهاً لوجه”.
وتحدث أردوغان عن زيارة سيجريها وزير خارجية بلاده، حقان فيدان، إلى روسيا قريباً.
وأضاف: “قريباً قد يقوم وزير خارجيتي برحلة إلى روسيا، لأنه من الأهمية بمكان أن يكون هذا العمل وجهاً لوجه، وسيكون الحصول على النتيجة بهذه الطريقة أكثر دقة”.
في روسيا أم تركيا أم خارجهما؟
حديث أردوغان عن إمكانية لقاء بوتين على هامش الاجتماعات الدولية، يشير إلى أن اللقاء المرتقب قد يتم خارج الأراضي التركية، وكذلك خارج الأراضي الروسية، على خلاف ما تم الإعلان عنه سابقاً.
وكان الرئيس التركي قد أعلن أن نظيره الروسي بوتين سيصل إلى أنقرة في أغسطس/ آب الحالي.
فيما توقعت صحيفة “حرييت” المقربة من الحكومة، قبل أيام، أن تتم الزيارة في الأسبوع الأخير من الشهر المذكور.
لكن الكرملين أشار في بيان سابق له إلى أن “موعد ومكان الاجتماع بين الرئيسين الروسي والتركي قيد الدراسة الآن، وسيتم الاتفاق عليهما عبر القنوات الدبلوماسية”.
وأضاف الناطق باسمه، ديمتري بيسكوف أن “مكان الاجتماع قد لا يكون بالضرورة تركيا، لكن إردوغان يدعو زميله الروسي إلى بلاده”، وفق ما نقلت وكالة “ريا نوفوستي”.
إلا أن موقع “DW Turkish” قال، الجمعة الماضي، إن مكان اجتماع الرئيسين التركي والروسي رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين قد يتغير من تركيا إلى روسيا.
وأضاف الموقع الألماني الناطق باللغة التركية أنه وقبل قمة العشرين في الهند، “تُبذل الجهود لكي يذهب أردوغان إلى روسيا ويلتقي ببوتين في أوائل سبتمبر”.
صفقة الحبوب العالقة
سيكون جدول الأعمال الرئيسي للاجتماع المخطط له بين أردوغان وبوتين هو اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وحرب أوكرانيا.
إذ لا تزال الجهود الدولية مستمرة من أجل إحياء “صفقة الحبوب” بين روسيا وأوكرانيا، بعد إعلان موسكو انسحابها رسمياً من الصفقة، وطرحها شروط للموافقة على الانضمام مجدداً.
واعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن صفقة الحبوب بصيغتها الحالية “فقدت معناها”، وحدد عدداً من الشروط.
وتشترط روسيا من أجل العودة للاتفاقية رفع العقوبات الغربية المفروضة على بعض القطاعات الروسية، الأمر الذي يرفضه الغرب.
وتلعب تركيا دور الوساطة من أجل إحياء هذه الصفقة، التي تم توقيعها في يوليو/ تموز 2022، بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة تركية وأممية.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة “ذا ناشيونال”، الشهر الماضي، تحدثت فيه عن تنامي الدور التركي في المرحلة الراهنة لإنقاذ صفقة الحبوب.
وأشار إلى أن تركيا ستلعب “دوراً حاسماً”، ليس فقط بسبب موقعها المركزي في الجغرافيا السياسية للبحر الأسود، ولكن أيضاً بسبب دورها في سلسلة توريد القمح في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة ساعد الجزء الذي حصلت عليه تركيا من صفقة الحبوب بضمان الأمن الغذائي للعراق وسورية واليمن.
وذلك نظراً لدور أنقرة “الحاسم” في سلاسل الإمداد الغذائي في الشرق الأوسط.
واعتبرت أنه “من الضروري تسليم القمح الكافي إلى أنقرة لضمان إمدادات الخبز الكافية في دول الشرق الأوسط الأكثر ضعفاً”.
وفي حال اختارت أوكرانيا مواصلة صادراتها من الحبوب في البحر الأسود، حتى بعد انسحاب روسيا، فإن تركيا قد تقوم بدور المرافقة والتفتيش، حسب المقال.
لكن “من غير الواضح حتى اللحظة ما إذا كانت موسكو ستخاطر بمواجهة بحرية مع أنقرة، ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كانت أنقرة مستعدة للمخاطرة”.
وختم المقال بقوله: “إن تركيا هي الحلقة التي لا غنى عنها في سلسلة توريد القمح في الشرق الأوسط”، خاصة بالنسبة لسورية والعراق واليمن.