لماذا تم تعليق العلم الإيراني في تل رفعت؟

نشر هذ المقال باللغة التركية لأول مرة بتاريخ 27 تموز 2022 على موقع “fikirturu

ما هو نوع المنافسة بين تركيا وإيران على الخط العراقي- السوري؟ لماذا تعتبر كركوك والموصل وأربيل مهمة؟ ما هي خطة إيران؟ أين تتقاطع مع تركيا؟

في تاريخ 12 تموز/يوليو، ارتفع علم إيراني على عمود كهرباء في بلدة “تل رفعت” شمال حلب، على بعد 24 كيلومتراً من تركيا. وهي بلدة تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب”.

في حقيقة الامر لم يجذب تعليق العلم من قبل احدى المليشيات الموالية لإيران في المنطقة الكثير من الاهتمام، لأن علم” الحكومة السورية” كان معلقاً على أعلى سارية علم في “تل رفعت” منذ حوالي ثلاثة أسابيع، وفي واقع الامر، تم إنزال هذا العلم من هناك بعد وقت قصير، ولكن هذه “الخطوة” قدمت رمزاً مفيداً جداً للاستنتاج وتشريح التنافس بين تركيا وإيران في العراق وسورية على مدى السنوات الأربع الماضية.

تشكل خطوة رفع علم إيران في سورية من خلال ميليشيا مسلحة تستخدمها لمصالحها الخاصة في منطقة أعلنت تركيا أنها ستنفذ عملية فيها رسالة مفادها “هذا هو مجال نفوذي الذي لا يمكنك الدخول إليه”. وبما أن هذا الحادث هو أحد أكثر الانعكاسات وضوحاً للتنافس طويل الأمد بين تركيا وإيران، علينا أن نعود قليلاً لفهم ما حدث، لنهاية عام 2017 وبداية عام 2018.

صراع استراتيجي بعد “داعش”

في الواقع  يمكننا العودة للبحث في أساس هذه المسألة عقوداً إلى الوراء، ولكن لا حاجة هنا لاستعراض أو البحث لـ 40 عاماً في مثل هذا المقال التحليلي، يكفي أن نضع افتراضاً واحداً في الاعتبار وهو ان تركيا وإيران دولتان تتنافسان مع بعضهما البعض منذ عقود، وخاصة في الشرق الأوسط والقوقاز والدوائر الأخرى القريبة، وذلك بالرغم من أن المصالح المشتركة ومقاربات التهديد المشترك تظهر في مقدمة العلاقات بين البلدين من وقت لآخر، الا ان العنصر التنافسي كان موجهاً للعلاقات بينمها، ومع وضع هذا في الاعتبار، دعنا نعود إلى نهاية عام 2017.

عندما تم إخراج تنظيم “داعش” الإرهابي من المناطق التي كان يسيطر عليها في العراق وسورية في أواخر عام 2017، حققت إيران اختراقاً كبيراً في كلا البلدين. وببساطة نفذت استراتيجية للسيطرة على المدن المهمة والحيوية في النقاط الاستراتيجية في العراق وسورية عبر مجموعات الميليشيات الشيعية لأجل إنشاء منطقة نفوذ غير منقطعة وخط لوجستي من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط، وفي واقع الامر، لم تتأثر العلاقات التركية الإيرانية في البداية سلباً خلال هذه الفترة بهذا الوضع، بل اتخذ البلدان موقفاً مشتركا بشأن بعض القضايا على ارض الواقع.

فمثلاً شكل الموقف من استفتاء الاستقلال في شمال العراق في شهر أيلول/ سبتمبر 2017 المثال الأكثر وضوحاً على هذا الموقف المشترك بين البلدين حيث وقف كِلا البلدين بجدية ضد هذا الاستفتاء الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفكك العراق، واستمر هذا الموقف المشترك مباشرة بعد عملية الحكومة العراقية لإعادة رسم حدود حكومة إقليم كردستان في أكتوبر/تشرين الأول 2017، ودعمت أنقرة وطهران بشكل مشترك التحرك العسكري لبغداد، في حين انسحبت حكومة إقليم كردستان من المناطق التي سيطرت عليها بشكل غير دستوري، وخاصة كركوك والموصل.

وبشكل مشابه، كانت تركيا وإيران تعارضان دخول «حزب الاتحاد الديمقراطي» إلى المناطق التي طرد منها تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية، ولكن رغم ذلك بدأت الصورة تتغير منذ بداية عام 2018.

الصورة (الطاولة) المتغيرة: كركوك

نبدأ بالعراق، كان يُنظر إلى إخراج حكومة إقليم كردستان من مدينة “كركوك” على أنها فرصة عظيمة للتركمان والعرب، الذين تعرضوا للسياسات القمعية للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك منذ عام 2003، ولكن خلال فترة قصيرة بدأت إيران عملية تمييزية وقمعية جديدة من خلال “تسييس” الخلاف الطائفي بين التركمان، وحاولت إيران بسط هيمنتها على المدينة بإضافة عنصر التركمان الشيعة الذين يعيشون في مناطق كركوك إلى مجموعات الحشد الشعبي التي جاء بعضها من الجنوب، ونجحت إلى حد كبير في تحقيق هذا الهدف.

عملت الجماعات المالية لإيران على استغلال الخلافات الطائفية بين التركمان الذين لم يكن يوجد بينهم أي تمييز في السابق، من خلال تحويل الامر لهوية سياسية وعملت على قمع التركمان الذين لديهم وعياً وطنياً، معتبرين انهم رمز رئيسي لوجود تركيا في كركوك. وكما اظهرت انتخابات عام 2021 فإن التركمان الذين لا يزال لديهم وعي وطني في كركوك هم أكثر حضوراً وأقوى سياسياً، ولكن بالرغم من ذلك ينبغي القول أن سياسة إيران للسيطرة على كركوك لا يمكن الاستهانة بها.

حسناً، لماذا كركوك؟ هناك سببان بسيطان: لمورادها الغنية والضخمة من النفط، وحقيقة أنها ابعد نقطة في مجال نفوذ تركيا في العراق.

الوضع في الموصل

بالانتقال إلى الموصل. قبل أن تقع الموصل تحت سيطرة “داعش” وعلى الرغم من الوجود العسكري للولايات المتحدة الامريكية وكل الجهود التي تبذلها إيران للتأثير هناك، كانت الموصل واحدة من أكثر المدن التي يوجد فيها لتركيا نفوذاً محسوماً بسبب روابطها التاريخية والاقتصادية والاجتماعية معها.

حسناً، ماذا حدث في الموصل بعد “داعش”؟ مارست إيران نشاطاً في الموصل من خلال ثلاث مجموعات، و هم: “الشبك = Şebekler  ” الشيعة الذين يعيشون في شمال المدينة، وجماعات الميليشيات التركمانية الشيعية التي منعت العودة إلى تلعفر ووضعت المنطقة تحت سيطرتها، وميليشيا الحشد الشعبي ومعظمها من المحافظات الجنوبية في العراق، التي تتعاون بشكل وثيق مع فروع حزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار.

وفي ظل الدمار الذي سببه “داعش” كان أكثر ما عارضته هذه الجماعات منذ البداية هو القاعدة العسكرية التركية في بعشيقة شمال الموصل، حيث كانت هذه الجماعات التي أقامت” قاعدة الخوف” على سكان المدينة الأصليين، قد قامت منذ نهاية عام 2018 بـ 9 هجمات (على الأقل بقدر ما أستطيع أن أحصي) وكانت في البداية بشكل متقطع ثم كل شهرين تقريباً حتى تموز/ يوليو في عام 2022، وغالباً كانت تقوم بهذه الهجمات وحدات أطلقت على نفسها أسماء مختلفة لكنها كانت تابعة للحشد الشعبي، ونادراً ما كان يرتكب هذه الهجمات فرع حزب العمال الكردستاني في سنجار.

وتجدر الإشارة أيضًاً إلى أن هذه الميليشيات التي بذلت جهودًا جادة لمنع عودة ظهور العرب السنة في الموصل، الذين أعادوا تجميع صفوفهم في الموصل في انتخابات 2021، قد وضعت المدينة تحت الضغط مرة أخرى بسبب عدم رضاهم عن نتائج الانتخابات.

عندما كانت الموصل واحدة من الأماكن التي تراجعت فيها قوة إيران بشكل كبير في السنوات الأربع الماضية، بالتوازي مع هذا التراجع في السلطة ازداد دور جماعات الميليشيات الشيعية كدروع لوحدات مقاومة سنجار “YBŞ ” (وحدات مقاومة سنجار التي نظمها حزب العمال الكردستاني بين اليزيديين في سنجار)، والتي يمكن تسميتها فرع حزب العمال الكردستاني الراسخ في سنجار، كثيراً.

منافسة في أربيل ايضاً

المحطة الأخيرة من المنافسة في العراق هي أربيل منذ التسعينيات حيث كانت تركيا وإيران تعملان من أجل النفوذ في شمال العراق استند التوازن في التسعينيات على تعاون إيران والاتحاد الوطني الكردستاني في مقابل تعاون تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني.

لكن اختلفت الصورة بعد عام 2003 تبعاً لتغير السياسة الداخلية في حكومة إقليم كردستان وذلك خلال فترة سوء العلاقات بين تركيا وأكراد العراق بين عامي 2003-2009، ولم تتمكن إيران من زيادة قوتها بالكامل في المنطقة بسبب نفوذ الولايات المتحدة ولكن تمكنت إيران من إيجاد باب مفتوح لدخول «حكومة إقليم كردستان» عبر السليمانية بسبب الصراع على السلطة داخل الاتحاد الوطني الكردستاني على قيادة ما بعد طالباني-وبغض النظر عن الاستفتاء المذكور أعلاه وعملية بغداد ضد كركوك-دخلت تركيا وإيران في تنافس مفتوح، لكن تتويج هذه المنافسة كان الأشهر الأولى من عام 2022.

هجوم إيران على خطوط الغاز الطبيعي بذريعة إسرائيل

بات من الواضح أن إيران تلاحق الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ بداية عام 2022، ولها في هذه السياسة أداتان:

الأولى مقاومتها العلنية لتعيين عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني للرئاسة العراقية، والثاني هو الهجوم على خطوط نقل الغاز الطبيعي التي بدأ بناؤها بين تركيا وحكومة إقليم كردستان، لا تسئ فهمي هنا، أنا لا أتحدث عن ضرب خط الأنابيب.

في الأسابيع الأولى من العام عندما ادعت إيران أنها ضربت منزلاً كانت إسرائيل تستخدمه كقاعدة في شمال العراق، كان المنزل الذي تعرض للقصف هو منزل مالك الشركة التي بنت خط أنابيب الغاز الطبيعي، ثم نفذت ما لا يقل عن ثلاث هجمات أخرى واسعة النطاق على المصفاة وغيرها من المرافق التابعة للشركة نفسها.

لا أعرف كم سيؤثر الغاز القادم من شمال العراق على أسواق الطاقة العالمية، ولكن يمكننا القول بسهولة أنه مع نقل هذا الغاز إلى تركيا ستدخل العلاقات بين حكومة إقليم كردستان وتركيا مرحلة مختلفة تماماً، وحقيقة أن إيران التي تقول إنها تنتقم من إسرائيل هي تستهدف مصالح تركيا ومبادراتها الاستراتيجية في العراق الذي يشكل أحد شرايين الحياة للتنافس بين البلدين.

البُعد السوري

لننتقل إلى سورية.. في عام 2018 عندما استولت الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع منظمة “حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب الإرهابية” على المناطق التي سيطر عليها “داعش” واحدة تلو الأخرى كانت إيران تفعل الشيء نفسه.

وانتقلت الميليشيات الإيرانية التي لعبت دوراً مهما في سيطرة قوات النظام على حلب نهاية عام 2016 إلى مناطق أخرى بسهولة أكبر منذ ذلك الحين، في حين أن التعاون بين روسيا والنظام قد أسفر عن نتائج في حماة وشرق حمص والطريق السريع بين حلب ودمشق  فقد انتهزت إيران كل فرصة تجدها جنوب وادي الفرات الأوسط،  ومنذ بداية عام 2019 شكلت إيران شبكة من المتشددين الذين تم جلبهم من دول مثل العراق وأفغانستان وباكستان في المنطقة من الأجزاء الوسطى والجنوبية من دير الزور حيث لا يعيش أي عرب شيعة تقريباً إلى الحدود الأردنية.

في الوقت الذي أمتد أحد طرفي هذه الشبكة إلى الحدود السورية اللبنانية والطرف الآخر إلى الحدود الإسرائيلية السورية، ظهرت منطقة نفوذ إيرانية تمتد حتى حلب في الشمال، وقد أثار ذلك قلق إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا، لذلك استهدفت كل دولة بشكل مباشر مناطق نفوذ إيران في هذا المنطقة، ففي الوقت الذي ضربت فيه الولايات المتحدة الامريكية و”إسرائيل”، مباشرة أو من خلال وكلائهما إيران في هذه المناطق، فإن روسيا من خلال نشاطها في دمشق حدت من حركة الجماعات القريبة من إيران داخل سورية، لكن بصراحة لم يكن تُمانع أن تكون هذه المجموعات على خط المواجهة أثناء حصار حلب والعمليات في إدلب.

الآن لا أعرف ما إذا كان قد فعلت ذلك لإضعاف المليشيات الموالية لإيران أم أنها نتيجة ضرورية لنقص القوى البشرية على الأرض، وتقاطعت مسارات إيران وتركيا بشكل جدي مرتين بعد حصار حلب عام 2016.

محاولة لتكون مظلة لـ”وحدات حماية الشعب”

كان أول هذه التقاطعات عام 2018خلال عملية “غصن الزيتون”-آمل أن تتذكر-عندما خرجت المليشيات من قريتي “نبل والزهراء” بأسلحتها ومعداتها مُدعية رفع علم الحكومة السورية في عفرين خلال الأيام التي استمرت فيها العملية في المنطقة الجبلية إلى الشمال الغربي من عفرين، وتلقت الميليشيات الموالية لإيران التي أرادت وقف العملية برفع علم النظام في عفرين ضربة قوية من القوات المسلحة التركية بعد وقت قصير من انطلاقها،  لذلك كان عليهم العودة على الفور وهكذا توقفت مساعي هذه المجموعات لإقامة مظلة لوحدات حماية الشعب في عفرين بخطوات تكتيكية ومناسبة في تلك الأيام.

شهدنا التقاطع الثاني في بداية عام 2020 أثناء عملية إدلب الروسية خلال الاشتباكات في منطقة “سراقب” عندما كانت هناك هجمات استهدفت بشكل مباشر القوات المسلحة التركية في غرب حلب، ولا يزال في الاعتبار تدمير مركز قيادة الميليشيات المدعومة من إيران في هذه المنطقة بهجوم بطائرات بدون طيار  وتحييد العديد من الميليشيات والقيادات.

احتمال نشوب صراع ثالث مع إيران في سورية

الآن نحن ننجرف نحو التقاطع الثالث. عندما انتشرت الأخبار بأن تركيا ستنفذ عمليات في تل رفعت ومنبج، تم نشر المئات من الميليشيات الموالية لإيران والوحدات المحلية التي أضيفت إلى الجيش السوري من الحصة الإيرانية في تل رفعت.

وكانت الخطوة الأخيرة التي اتخذتها إيران التي أوضحت معارضتها للعملية مراراً وتكراراً من خلال ممثليها الدبلوماسيين، هي جلب مسلحيها إلى مناطق العمليات، بعبارة أخرى، هذه هي قصة تعليق العلم الإيراني في تل رفعت.

لماذا ا؟

قد ترغب أن يتم شرح التنافس التركي الإيراني في العراق وسورية برموز ثقافية أو تاريخية أو جيوسياسية، وأنا متأكد من أن هناك خبراء أو أكاديميين إيرانيين يعملون على العلاقات الثنائية ويمكنهم القيام بذلك بشكل أفضل مني، لكن يبقى توضيحي أبسط بكثير وأكثر واقعية.

ومع القضاء على “داعش” في العام 2018 حققت إيران نفوذا كبيراً من خلال قوة الميليشيات في مدن مثل كركوك والموصل وصلاح الدين والأنبار  وحيث انه لا يمكنها استخدام ورقة “التشيع” كأداة سياسية في إطار الخطاب المناهض للإرهاب، وبالتالي في سورية ستصبح دير الزور والرقة وحلب وريف دمشق جزءاً لا يتجزأ من الطريق إلى البحر الأبيض المتوسط ولكن وجود روسيا حال دون تحقيق ذلك.

إيران التي عجزت في سورية عن تحقيق نفس “نجاحها” الذي حققته في العراق، حوّلت تراجع قدرة روسيا في سورية بسبب حرب أوكرانيا إلى فرصة جديدة– وبهذه الفرصة-اغتنمت البيئة التي من شأنها أن تزيد من نفوذها في سورية بدءاً من بلدة الميادين في دير الزور إلى نبل والزهراء في شمال حلب.

في هذا الوقت فقط بدأت تركيا تتحدث عن العملية في تل رفعت ومنبج، وهنا اسمحوا لي أن أذكركم أن المسافة بين قريتي “تل رفعت” و”نبل والزهراء” تقارب بضعة كيلومترات من المناطق السكنية المجاورة، وضمن هذه الاجواء تحاول إيران الهجوم من أجل أهدافها الاستراتيجية في سورية وتقاوم بعناد كبير بمواجهة العملية التركية.

وبطبيعة الحال سيكون لذلك تداعيات سيظهر تأثيرها في العراق، لأنه كما ترى تركيا المنطقة من كركوك إلى حلب كحزام استراتيجي لها، فإن إيران تنظر إليها بنفس الطريقة، ونتيجة لذلك من المحتم أن يواجه البلدين بعضهما البعض ولكن سيتعين علينا انتظار تحليل آخر للإجابة على السؤال المتعلق بما يعني حدوث هذه المواجهة.

ترجمه لـ”السورية.نت” نادر الخليل  زميل  في “مركز عمران للدرسات الاستراتيجية”

المصدر السورية.نت


المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

قد يعجبك أيضا