لماذا علّق “حزب الله” العراقي عملياته ضد القوات الأمريكية؟
أعلنت ميليشيا “حزب الله” العراقي، المدعومة من إيران، تعليق عملياتها العسكرية ضد القوات الأمريكية في المنطقة، في خطوة وصفت بـ “المفاجئة”.
وأصدر الأمين العام للميليشيا، أبو حسين الحميداوي، بياناً أمس الثلاثاء، أعلن فيه “تعليق العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال”.
وأرجع البيان سبب التعليق إلى “عدم إحراج الحكومة العراقية”، مشيراً إلى أنه سيدافع عن غزة “بطرق أخرى”.
مشيراً إلى أن إيران “لا تعلم كيفية عملها، وكثيراً ما اعترضت على تصعيدها ضد القوات الأميركية”.
وجاء قرار التعليق بعد تحميل الولايات المتحدة “حزب الله” العراقي مسؤولية مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، بهجوم مسير على قاعدة “البرج 22” العسكرية في الأردن.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، الاثنين الماضي، إن الهجوم الذي استهدف القاعدة العسكرية الأمريكية في الأردن يحمل بصمات “حزب الله” العراقي.
وجاء بيان “حزب الله” في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتخاذ قراره بشأن كيفية الرد على الهجوم على القاعدة الأمريكية.
وحمل بايدن مسؤولية الهجوم لإيران، إلا أنه أكد عدم رغبة واشنطن بتوسيع الحرب في الشرق الأوسط.
وفي أول تعليق لها، قللت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من شأن بيان “حزب الله”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، “إننا نأخذ بالأفعال لا الأقوال”.
وأضاف: “لا جدوى من تصعيد التوتر في المنطقة ولكننا سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن مصالحنا وقواتنا”.
ويرى الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، رائد الحامد، إن تعليق “حزب الله” عملياته يعود إلى “تزايد الدعوات من كبار المسؤولين وأعضاء في الكونغرس بالرد في العمق الإيراني”.
وقال الحامد لـ”السورية.نت” إن “الفصائل الحليفة لإيران بدت محرجة إلى حد ما، من احتمالات تحميل إيران مباشرة مسؤولية هذه الهجمات”.
وأضاف أن إيران الراعية لهذه “المجموعات الشيعية المسلحة”، تدرك أن “الولايات المتحدة واسرائيل على يقين بأنها تقف وراء أي هجمات تتعرض لها مصالحهما في المنطقة، وأن الرد في حال اتساع رقعة الحرب في غزة وتعدد الجبهات سيكون في العمق الإيراني”.
وأشار إلى أن إدراك ايران لخطورة تبعات الرد الأمريكي، يبدو أنها “ارتأت التخفيف ما أمكن من حدة التصعيد، ومحاولة النأي بنفسها عن أية علاقة بالمجموعات الشيعية المسلحة”.
كما أشار إلى أن واشنطن قد قررت فعلاً “توجيه ضربات غير اعتيادية، ولهذا قد تكون كتائب حزب الله ارتأت أن إصدار مثل هذا البيان قد يخلي جانبها من المسؤولية ويجنبها المزيد من الضربات الأمريكية”.
واعتبر الحامد أن ادعاء الحزب إيقاف عملياته لعدم إحراج الحكومة العراقية “غير صحيح”، لأنه “منذ سنوات والحكومة الاتحادية التي تسيطر القوى الحليفة لإيران على الجزء الأهم من قرارها الأمني والعسكري، تسعى لوقف الهجمات على القوات الأمريكية في العراق من منطلق مسؤوليتها عن حماية هذه القوات”.
“لكن حلفاء إيران لم يستجيبوا لدعوات أو رغبات الحكومة”، وفق قوله.
وكان المحلل العسكري هشام خريسات توقع، في حديث سابق لـ “السورية.نت”، أن يكون الرد الأمريكي “اغتيال شخصية إيرانية محورية، ومن أحد الأهداف المحددة والمخطط اغتيالها قائد فيلق القدس، اسماعيل قاآني، وقائد فصيل النجباء، وقائد فصيل حزب الله العراقي”.
من هو “حزب الله العراقي”؟
تعتبر ميليشيا “حزب الله” في العراق من أقوى الميليشيات التي ترعاها إيران، وتأسست رسمياً في 2007 على يد أبو مهدي المهندس، الذي قتل مع قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني بقصف أمريكي في العراق عام 2020.
وحسب تقرير لموقع “صوت أميركا“، فإن قادة الحزب “انخرطوا بنشاط في أنشطة مناهضة للغرب، ومؤيدة لإيران منذ الثمانينيات ووسعوا نفوذهم بدءاً من عام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق”.
وحسبما تعرف نفسها عبر الموقع الرسمي فإن “كتائب حزب الله، تشكيل جهادي إسلامي مقاوم يؤمن بمبادئ الإسلام”.
وتعتبر أن “تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران، مرحلة أساسية في التمهيد لدولة العدل الإلهي وصورة من صور حاكمية الإسلام وولاية الفقيه”.
وحسب تقرير صادر عن مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية، فإن الميليشيات يتبع لها عدة ألوية من قوات “الحشد الشعبي”، وتضم حوالي 10 آلاف مقاتل.
وأسهمت الميليشيات في الحرب بسورية عبر دعم نظام الأسد وإرسال مقاتلين للقتال في صفوف قواته.