“لم نعد نحتمل”..إضراب “الكرامة للمعلمين” ودعوات لـ”احتجاجات” في إدلب
أعلن مدرسون متطوعون في عشرات المدارس التابعة لمديرتي إدلب وحماة، إضراباً بعنوان “الكرامة للمعلمين” احتجاجاً على غياب الدعم والرواتب الشهرية منذ حوالي ثلاث سنوات.
وقال بيانً لهؤلاء المُدرسين:”نعلن نحن المتطوعون تعليق الدوام حتى تأمين حقوق المعلم المستحقّة وهي على الأقل راتب شهري له يعينه على تجاوز صعوبة المعيشة ويسد رمقه”.
واعتبر الموقعون على البيان “هذه الخطوة تحزّ في قلوبنا لأننا نعرف عواقبها على أبنائنا الطلبة ولكن لم نعد نستطيع التحمل أكثر مما مرّ، فقد تطوعنا أكثر من ثلاث سنوات”.
وناشد المدرّسون المضربون، المؤسسات النافذة “بالنظر في حال المعلم، حتى تلبية احتياجاتهم والإسراع في إيجاد حل جذري لمشكلة التطوع”.
ولفت البيان إلى أنّ حوالي 80 مدرسة أغلقت أبوابها بدءاً من أمس السبت 6 فبراير/شباط الجاري، في وجه طلابها.
وبالتزامن مع إعلان مدرسين إضرابهم، دعا آخرون إلى وقفات احتجاجية “تضامناً مع مطالب المعلمين المحقّة”.
وتداول ناشطون دعوتين إلى وقفات احتجاجية في مدارس مدينة جسر الشغور، وأخرى في مدرسة “عبد الكريم لاذقاني” في مدينة إدلب.
مبادرات خجولة لحل”أزمة التطوع” بإدلب: كارثة حقيقية لمستقبل التعليم
وتعمل أعداد كبيرة من المدارس في إدلب بصورة تطوعية وخاصةً من “الحلقة الثانية”، بعد انحسار الدعم عن القطاع التعليمي منتصف عام 2019، أبرزها “مشروع مناهل”.
وبلغت أعداد المدارس المتطوعة في محافظة إدلب 405، تضمّ 130 ألفاً و44 طالباً وطالبة، بكادر تطوعي يصل إلى 5 آلاف و707 مدرّسين ومدرّسات، بحسب إحصائية “مديرية تربية إدلب”، وتتركز معظمها في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
وعلى الرغم من إطلاق فعاليات مدنية وشعبية، مبادرات لمساندة ملف التعليم في محافظة إدلب، إلا أنّ القطاع يعاني من فجوة دعم وغياب التجهيزات اللوجستية والتغطية المالية.
وإلى جانب المبادرات الشعبية، تغطي منظمات محلية ودولية جزءاً يسيراً من الملف التعليمي عبر مشاريع الترميم أو المنح المالي سواء لرواتب شهرية أو لوجستيات.
وكانت “إحسان للإغاثة والتنمية” (أحد مشاريع المنتدى السوري)، واحدة من هذه المنظمات التي أطلقت في الأول من مارس/آذار العام الجاري، مشروعاً لترميم عدد من المراكز والنقاط التعليمية في 11 موقعاً في مخيمات ريف محافظة إدلب.
كما تنشط جمعيات ومنظمات عديدة في إيجاد حلول لمشاكل القطاع التعليمي في شمال غربي سورية، لكنها لا تلبي كما يقول مسؤولون تربويون، احتياجات المدارس، وكوادرها التي يعمل كثير منها دون تقاضي أي رواتب منذ 3 سنوات.