“لم ينتقدوا الأسد”.. النظام يفرج عن معتقلين بتهم “جرائم إلكترونية”
قالت وكالة “رويترز” إن نظام الأسد أفرج عن أكثر من 400 معتقل في سجونه، معظمهم من الإعلاميين والصحفيين والمحامين الذين انتقدوا النظام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت الوكالة عن مصادر حقوقية، أمس الثلاثاء، أن المفرج عنهم اعتُقلوا خلال الأشهر الماضية بموجب قانون “الجرائم الإلكترونية”، بعد انتقادهم الأداء الحكومي والوضع المعيشي في سورية عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنهم لم يوجهوا أي انتقاد لشخص بشار الأسد.
وبحسب الوكالة، فإن معظم المفرج عنهم كانوا من مؤيدي النظام وسياسته في قمع الثورة السورية عام 2011، إلا أنه وبعد الانهيار الاقتصادي في سورية وغلاء الأسعار وتدهور الوضع المعيشي بدأوا بتوجيه انتقادات لحكومة النظام واتهامها بالفساد.
ويأتي ذلك قبيل الانتخابات التي ينوي الأسد تنظيمها في 26 مايو/ أيار الجاري، كخطوة لكسب الرأي العام وإظهار الانتخابات على أنها ذات مصداقية عبر الإفراج عن فئة من “المعارضين” للنظام.
ولم يشمل القرار المعتقلين السياسيين الذين يقبعون في سجون النظام منذ أكثر من عشر سنوات دون محاكمة، على خلفية دعمهم للثورة السورية ضد نظام الأسد.
وكانت وزارة الداخلية في حكومة النظام أعلنت في يناير/ كانون الثاني الماضي، أنها ستعتقل كل شخص “يقوض سلطة الدولة” و”يضعف نفسية الأمة” عبر نشر أخبار “كاذبة” وانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن قانون “الجرائم الإلكترونية”، على أن يُسجن مدة لا تقل عن ستة أشهر.
إلا أن النظام أصدر مطلع الشهر الجاري مرسوماً تشريعاً بعفو، تم وصفه على أنه “أشمل مراسيم العفو”، عن مرتكبي جرائم المخالفات والجنح والجنايات قبل تاريخ صدور المرسوم.
ومن بين الفئات التي شملها العفو “بعض الجنايات كجريمة النيل من هيبة الدولة، وجرائم التهريب شريطة إجراء التسوية مع إدارة الجمارك، وجرائم تعاطي المخدرات، وجرائم التعامل بغير الليرة السورية”.
فيما لم يشمل “مرتكبي جرائم تهريب الأسلحة، والمتفجرات، وجرائم الخيانة والتجسس، والتعامل مع العدو، وجرائم الإرهاب التي تسببت بالوفاة”.
ومن بين الأشخاص المفرج عنهم مؤخراً، مقدمة البرامج في التلفزيون الرسمي هالة الجرف، والمفتشة برتبة قاضي في الهيئة العامة للرقابة والتفتيش، فريال جحجاح، والصحفي كنان وقاف.
والأشخاص الثلاثة هم من بين 60 شخصاً معروفين في مجتمعهم المحلي، تم الإفراج عنهم خلال الأيام القليلة الماضية، فيما وصل إجمالي المفرج عنهم بتهم “جرائم إلكترونية” إلى 400 منذ صدور مرسوم العفو، بحسب “رويترز”.
https://www.facebook.com/halajerf/posts/3790077184377696
وزاد السخط الشعبي ضد نظام الأسد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب الأزمة الاقتصادية التي تعانيها مناطق سيطرة النظام، إلى جانب غلاء الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين ومعاناتهم من أزمة الخبز والبنزين والكهرباء وغيرها.