قبل أن نعلن اسم الفائز في سباق الحلاوة، أحبّ أن أدعوكم، ورمضان على الأبواب والنوافذ، إلى حفلة عرس الأستاذ تمر هندي على الآنسة قطايف، كريمة الأستاذ عسل والسيد قشطة، بحضور الفنانة بقلاوة وفرقتها النابلسية المقدسية، ودامت الأفراح بدياركم عامرة وسائرة. هذا ليس سباقاً في الوسامة ولا في الحلاوة، فـ”الرجال مخابر وليسوا مناظر”، ولو كان الأمر كذلك، ودخل عبد الفتاح السيسي سباق الحلاوة لفاز بالذهبية، فهو جذّاب وجزمته أحلى، وقد غار منه ترامب عليها، وقد يذكّرنا السباق بجملة مظهر أبو النجا “يا حلاوة”، وقيل إنَّ حلاوة الجبن لذيذة، وهي حلوى سورية، وللجبن حلاوة لا يعرفها الشجعان، وحلاوة الشجعان تدوم تحت أضراس الدهر.
دعتْ ميركل الصين إلى أن “تتحلّى” بالشفافية حول نشأة كورونا، فنحن نريد أن نعرف نشأته، هل هو فيروس شرعي أم فيروس ابن حرام مولود في المختبرات، وحضن المخابرات. وقد دعتْ أستراليا إلى تحقيق دولي، فرفضته الصين، والصين دولة عظمى، وعصمتها بيدها، وليس مثل عصمة دمشق بيد إيران وروسيا.
السكر والملح أشد أنواع السمّ، فهما سمّان ماكران ولذيذان، كنا نريد أن نتحلّى بالاطلاع على نشأة “داعش”، ونشأة الرئيس السوري الأب التي ما تزال لغزاً، وأن يتحلَّى الأسد بالصدق في القسَم، وأن يمالحَنا، وقد حلَّى أيامنا بالأمن والاستقرار والنار والشنار، ومن يمالح المرء يصير له أخاً، ويصبح دمه حراماً، ومن يغترب يحسب عدواً صديقه، وكنا مغتربين في الوطن منذ يوم الولادة.
وكنت أظنُّ أني لن أرى الأسد يتحلَّى بالكمامة، إلى أن رأيته يستقبل وزير خارجية إيران، جواد ظريف، وكمّامته ملكية ولها زيّ وطراز، فلأمثاله توضع الكمّامات! وقد وعد رئيس مصر الحليوة، ومصر هبة النيل، بتحلية مياه البحر، ليس بالسكّر وإنما بإصبع. ولا يزال خليفة حفتر عندي أحلى من الأسد، وكلاهما يمشيان على السجاد الأحمر مشيةً واثقة، وطويلة ماراثوانية، وسبب حلاوة حفتر أنَّه يقصف المشافي في طرابلس، ولا يقصف المساجد مثل الأسد. وأحسب أننا سنتحلَّى بهزيمتهما قريباً، ولا نعلم إن كان الخِيار سيكون بطل مشهد الخاتمة مثل خاتمة معمر القذافي، عندها يصبح الخيار من الخضروات والحلويات معاً!
كنا نريد من كورونا أن يتحلَّى بالعدل، فضحاياه من الأقليات، كما قال صديق خان عمدة لندن، وهو من الأقليات. وتدعو المواعظ إلى التحلّي بالصبر، وليس أشدَّ منه مرارة، والأشدّ من الصبر هو ظلم ذوي القربى، وقد تحلّينا بمشاهد الشوارع فارغة، والسماء زرقاء، ورأينا أسُود البحر تتجوّل على السواحل في الأرجنتين، والحيوانات تنطلق سعيدة في دول كثيرة، بفضل فيروس الحلاوة والمرارة. وتحلّينا بمشهد الأميرة السويدية صوفيا، تتطوع في مشفى “صوفيا همت” بعد دورةٍ تدريبية، وتساعد في التطهير والطبيخ والنظافة، وتحلّينا بمشهد الملكة الماليزية “تونكور عزيزية أميّة ميمونة إسكندرية”، واسمها أطول من اسم دولة القذافي، وهي تساعد في طهي الطعام للأطباء، فالجيش الأبيض حماة الديار من الداخل.
ولن ننسى مرارة مشهد الطبيب المصري الذي وضع روحه على كفّه، وطلب من السيسي رفع أجور الأطباء، فعبس السيسي وبسر وأدبر واستكبر، وقال إن هذا إلا سحر يؤثر، وتحلّينا بمشهد رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارا دكار، الذي عاد إلى مهنته طبيباً لمساعدة الجيش الأبيض، وسكرنا بمشهد الأمير هاري وزوجته ميغان، أو السيدة ميغان وزوجها الأمير هاري الذي ترجل من لقبه الملكي على الأرض، وهما يشاركان في توزيع الطعام على المرضى في لوس أنجليس، وكل ما قرأت أو سمعت اسم هذه المدينة تذكّرت دعسوقة اسمها السوري “أم علي وادعبلي”، وقد أوصاني صديقي الطبيب خضر، وهو من الرّقة وأهلها كرام، أن أدع الكفر الغذائي، وأتحلّى بحنظل الصبر، واعتنقه دينا، فقلت: لن أترك دين آبائي وأجدادي، وإني لأحب من دنياكم ثلاثاً: عمتي النخلة، وأمي سنبلة القمح، وحبيبتي النابلسية، ولن أتركهم أو أهلك دونهم.
السكر والملح أشد أنواع السمّ، فهما سمّان ماكران ولذيذان، كنا نريد أن نتحلّى بالاطلاع على نشأة “داعش”، ونشأة الرئيس السوري الأب التي ما تزال لغزاً، وأن يتحلَّى الأسد بالصدق في القسَم، وأن يمالحَنا، وقد حلَّى أيامنا بالأمن والاستقرار والنار والشنار، ومن يمالح المرء يصير له أخاً، ويصبح دمه حراماً، ومن يغترب يحسب عدواً صديقه، وكنا مغتربين في الوطن منذ يوم الولادة.
وكنت أظنُّ أني لن أرى الأسد يتحلَّى بالكمامة، إلى أن رأيته يستقبل وزير خارجية إيران، جواد ظريف، وكمّامته ملكية ولها زيّ وطراز، فلأمثاله توضع الكمّامات! وقد وعد رئيس مصر الحليوة، ومصر هبة النيل، بتحلية مياه البحر، ليس بالسكّر وإنما بإصبع. ولا يزال خليفة حفتر عندي أحلى من الأسد، وكلاهما يمشيان على السجاد الأحمر مشيةً واثقة، وطويلة ماراثوانية، وسبب حلاوة حفتر أنَّه يقصف المشافي في طرابلس، ولا يقصف المساجد مثل الأسد. وأحسب أننا سنتحلَّى بهزيمتهما قريباً، ولا نعلم إن كان الخِيار سيكون بطل مشهد الخاتمة مثل خاتمة معمر القذافي، عندها يصبح الخيار من الخضروات والحلويات معاً!
كنا نريد من كورونا أن يتحلَّى بالعدل، فضحاياه من الأقليات، كما قال صديق خان عمدة لندن، وهو من الأقليات. وتدعو المواعظ إلى التحلّي بالصبر، وليس أشدَّ منه مرارة، والأشدّ من الصبر هو ظلم ذوي القربى، وقد تحلّينا بمشاهد الشوارع فارغة، والسماء زرقاء، ورأينا أسُود البحر تتجوّل على السواحل في الأرجنتين، والحيوانات تنطلق سعيدة في دول كثيرة، بفضل فيروس الحلاوة والمرارة. وتحلّينا بمشهد الأميرة السويدية صوفيا، تتطوع في مشفى “صوفيا همت” بعد دورةٍ تدريبية، وتساعد في التطهير والطبيخ والنظافة، وتحلّينا بمشهد الملكة الماليزية “تونكور عزيزية أميّة ميمونة إسكندرية”، واسمها أطول من اسم دولة القذافي، وهي تساعد في طهي الطعام للأطباء، فالجيش الأبيض حماة الديار من الداخل.
ولن ننسى مرارة مشهد الطبيب المصري الذي وضع روحه على كفّه، وطلب من السيسي رفع أجور الأطباء، فعبس السيسي وبسر وأدبر واستكبر، وقال إن هذا إلا سحر يؤثر، وتحلّينا بمشهد رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارا دكار، الذي عاد إلى مهنته طبيباً لمساعدة الجيش الأبيض، وسكرنا بمشهد الأمير هاري وزوجته ميغان، أو السيدة ميغان وزوجها الأمير هاري الذي ترجل من لقبه الملكي على الأرض، وهما يشاركان في توزيع الطعام على المرضى في لوس أنجليس، وكل ما قرأت أو سمعت اسم هذه المدينة تذكّرت دعسوقة اسمها السوري “أم علي وادعبلي”، وقد أوصاني صديقي الطبيب خضر، وهو من الرّقة وأهلها كرام، أن أدع الكفر الغذائي، وأتحلّى بحنظل الصبر، واعتنقه دينا، فقلت: لن أترك دين آبائي وأجدادي، وإني لأحب من دنياكم ثلاثاً: عمتي النخلة، وأمي سنبلة القمح، وحبيبتي النابلسية، ولن أتركهم أو أهلك دونهم.
المصدر
المدن
المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت