مؤشرات أزمة دبلوماسية بين لبنان وقبرص بسبب تدفق اللاجئين
أعلن لبنان عن وجود مؤشرات على “أزمة دبلوماسية” مع قبرص، بسبب تدفق طالبي اللجوء إلى الجزر القبرصية عبر لبنان، ما دفع السلطات في قبرص إلى مهاجمة الحكومة اللبنانية.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، أمس الخميس، إن بعض الصحف القبرصية اليونانية هاجمت لبنان، بسبب ملف اللاجئين الذين يصلون إلى قبرص بطريقة “غير شرعية” عبر المياه الإقليمية اللبنانية.
وأضاف: “لقد أجريت الاتصالات اللازمة مع السلطات القبرصية اليونانية، مؤكداً الحرص على تحسين العلاقات معها، وأننا لا نقبل تصدير أزمة اللاجئين إليها”.
وبحسب ميقاتي، فإن معظم المهاجرين الذين يغادرون لبنان على متن القوارب هم من الجنسية السورية، مشيراً إلى أنهم “يدخلون لبنان سراً”، وأنه “لا توجد دولة تساعدنا في السيطرة على الحدود”.
وقال ميقاتي إن لبنان “سيواجه انتقادات من جماعات حقوق الإنسان إذا تحرك لترحيل السوريين إلى بلادهم”.
وبحسب أرقام الحكومة اللبنانية، يعيش في لبنان نحو 1.8 مليون لاجئ سوري، إلا أن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تقول إن عددهم لا يتجاوز 880 ألفاً.
وكانت قبرص وجهت انتقادات رسمية إلى لبنان، بسبب عدم سيطرة الأخير على تدفق طالبي اللجوء إلى الجزر القبرصية، عبر المياه اللبنانية.
ووصل أكثر من 2000 شخص إلى قبرص عن طريق البحر في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، مقارنة بـ 78 فقط في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات الحكومة القبرصية.
وقد وصل حوالي 800 شخص بالقوارب إلى أجزاء مختلفة من الجزيرة في الأيام الخمسة الماضية وحدها.
وقالت أنيتا ديميتريو، رئيسة البرلمان القبرصي، للسفير اللبناني كلود الحجال في اجتماع يوم أمس الخميس: “لا يمكننا السماح باستمرار هذا الوضع، ناهيك عن إدارة موجة جديدة من المهاجرين غير الشرعيين”.
ودعت ديميتريو بيروت إلى تنفيذ اتفاق عام 2020 بين قبرص ولبنان، والذي ينص على اعتراض المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الجزيرة من لبنان وإعادتهم.
وأضافت: “إننا نتخذ خطوات ملموسة ونطالب الاتحاد الأوروبي بمراجعة فورية للوضع القانوني لسورية، حتى يمكن تقليل تدفقات الهجرة إلى كل من لبنان وقبرص”.
وتقول وزارة الداخلية القبرصية إنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة “أصبحت السلطات في بيروت أقل تركيزاً مؤخراً على وقف الهجرة”.
وتضغط قبرص على الاتحاد الأوروبي لتصنيف أجزاء من سورية على أنها “مناطق آمنة” لعودة اللاجئين السوريين إليها، الأمر الذي يرفضه الاتحاد الأوروبي.
وكذلك تضغط من أجل ربط المساعدات التي يمنحها الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، بمنع المهاجرين من المغادرة.
وذكرت وسائل الإعلام القبرصية أن الحكومة قد تبدأ قريباً بإرسال المهاجرين إلى ثكنات الجيش في جميع أنحاء نيقوسيا إذا لم يتباطأ وصولهم، حيث أصبح مخيم المهاجرين الآن بكامل طاقته.