يستحوذ تشكيل “الفيلق الخامس” على مشهد محافظة درعا بشكل كامل، بعد سلسة من تطوراتٍ فرضها، في الأيام الماضية، كان آخرها تخريج قرابة 1000 مقاتل، في أولى خطوات تأسيس “جيش الجنوب”، والذي كان قد أعلن عنه القيادي السابق في المعارضة، أحمد العودة، في وقت سابق.
ويتلقى “الفيلق الخامس” العامل في الجنوب السوري، وبشكل أساسي “اللواء الثامن” فيه، دعماً عسكرياً ولوجستياً من روسيا، ويضم مقاتلين كانوا يعملون ضمن فصائل المعارضة سابقاً، ودخلوا في عام 2018 باتفاق “التسوية” مع نظام الأسد.
وضمن سلسلة التطورات التي شهدها الجنوب السوري، في الأيام الماضية، فإن “اللواء الثامن”، بقيادة “أحمد العودة” يسعى جاهداً لإنشاء منطقة “حكم ذاتي” في جنوب غرب سورية، وحتى الاشتباك مع قوات الأسد.
الخبير الروسي في الشؤون العسكرية، أنطون مارداسوف نشر مقالة على موقع “المونيتور“، اليوم السبت، تحدث فيها عن الأهداف التي تريدها موسكو من خلال مقاتلي “الفيلق الخامس”، وخاصةً أن صورته طغت بشكل كبير، سواء على حساب مقاتلي “التسويات” من جهة وقوات الأسد، من جهة أخرى.
وقال الخبير الروسي إن موسكو تحاول “ضرب عصفورين بحجر واحد” في الجنوب السوري، من خلال دعم “الفيلق الخامس”.
وأضاف الخبير أن الهدف الأول يتمثل ببقاء المنطقة الجنوبية الغربية بقوة تحت سلطة نظام الأسد، وإلى جانب ذلك تسعى موسكو لاحتواء النفوذ الإيراني بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وإلغاء أي بوادر انشقاق ظهرت بعد “المصالحة”.
وحسب الخبير فإن “دعم روسيا للفيلق الخامس قد يحقق بعض الفائدة، من خلال جعل الانتخابات السورية المقبلة في عام 2021 تبدو أكثر ديمقراطية”.
وكان “اللواء الثامن” في “الفيلق الخامس” قد خرّج، في 28 يوليو / تموز الماضي 900 مقاتل جديد في حفل تخرج في بصرى الشام بمحافظة درعا.
وأقيم الاحتفال بالقرب من قلعة بصرى القديمة تحت أعلام “الجيش السوري”، وكان اللافت فيه هو الهتافات المناهضة لنظام الأسد ورأسه بشار الأسد، والتي رددها مقاتلو “الفيلق الخامس”.
وبحسب ما ورد حضرت الشرطة العسكرية الروسية الحفل، وراقبت الهتافات “بهدوء”.
ووصف الخبير الروسي في مقالته الجنوب السوري بالمنطقة “الرمادية”، والتي تحاول أن تستثمرها موسكو في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية.
وقال: “قد تخلق درجة من التصويت الاحتجاجي في انتخابات 2021 المقبلة مظهراً للتحرر داخل البلاد في نظر الصحفيين الأجانب (…) يمكن بعد ذلك تقديم هذا التحرر كوسيلة لجذب المستثمرين المحتملين في المنطقة”.
وأضاف الخبير: “إذا كانت روسيا تحاول إنشاء قوات مسلحة سورية متجددة بشروطها الخاصة، فإن هذا الطموح يتطلب استثمار موارد كبيرة على نطاق البلد، بالنظر إلى الجهود التعويضية نيابة عن إيران لتعزيز الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري”.
وتشكل “الفيلق الخامس” في سورية، في أواخر عام 2016 بأوامر روسية، ليكون رديفًا لقوات الأسد، التي تقدمت على حساب المعارضة.
وعاد “الفيلق” إلى الواجهة مجدداً بعد اتفاق المعارضة مع الجانب الروسي على “التسوية” في محافظة درعا، في تموز 2018.
وبموجب الاتفاق حينها فرضت قوات الأسد على المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية خيار الانضمام إلى أحد تشكيلاتها العسكرية والقتال في صفوفها، مقابل عدم اعتقالهم بتهم تتعلق بـ”الإرهاب”.
ما سبق دفع من تبقى من أبناء المحافظة مجبرين على الانتساب لتلك التشكيلات ضمن ما عُرف بـ”فصائل التسوية”.