ما أهداف “الجولاني” من مؤتمر “أهالي حلب” في إدلب؟
أثار مؤتمر، لـ”أهالي مدينة حلب”، حضره زعيم “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، جدلاً بين نشطاء، على خلفية تكريم “الجولاني” وإدلاء الأخير بتصريحات حول مدينة حلب.
وقال زعيم “الهيئة”، خلال كلمة ألقاها في “المؤتمر” السبت الماضي:”نحن اليوم في العصر الذهبي للثورة..الثورة السورية في أفضل أحوالها، ومنذ الـ 201 إلى هذه اللحظة، لم تصل الثورة السورية بجميع مقوماتها إلى ما وصلت إليه في هذا اليوم”.
وتابع خلال كلمته أن “ما يحول بيننا وبين حلب إلا أن يتوحد ما بقي من الثورة…نحن في نهاية المطاف، ولم يبقَ إلا القليل حتى نصل إلى حلب”.
وواعتبر أن “حلب هي بوابة الشام، لذلك علينا التركيز عليها في الأيام القادمة، وأعتقد أن خلال السنة القادمة أو السنتين القادمتين سيكون هناك تغيير جذري على واقع المعركة في الثورة السورية”.
وحضر “المؤتمر”، الذي تم تنظيمه داخل قاعة المؤتمرات في معبر باب الهوى، نشطاء إعلاميون وعناصر وقادة فصائل وأهالٍ ووجهاء ينحدرون من حلب.
وكان من اللافت، وفقاً لناشطين حضور شخصيات معروفة بـ”معارضتها” لـ”هيئة تحرير الشام”، من بينها “أبو بكر” القائد السابق لـ”جيش المجاهدين”، وأحمد رزق القيادي في “حركة نور الدين الزنكي”، وهما فصيلان حاربتهم “تحرير الشام” وطردتهم من منطقة ريف حلب الغربي وريف إدلب.
فيما وجّهت دعوات أخرى لشخصيات معارضة لـ”تحرير الشام”، لكن رفضت الدعوة منها “الفاروق أبو بكر” القيادي في “هيئة ثائرون للتحرير” التابعة لـ”الجيش الوطني”.
“ماذا يقصد في حلب”
واعتبر ناشطون وصف واقع الثورة بـ”العصر الذهبي”، بمثابة ترويج لـ”مشروع هيئة تحرير الشام” في المنطقة، فيما انتقدوا التصريحات حول “تحرير المدينة” في وقتٍ علّقت فيه الفصائل على رأسها “تحرير الشام” العمليات العسكرية الواسعة ضدّ قوات النظام منذ سنوات.
بدوره، تساءل الناشط أحمد البرهو: “حلب وهل القصد ريفها الشمالي الذي يقع تحت سيطرة الجيش الوطني أم مدينة حلب التي يسيطر عليها النظام؟”.
واعتبر ضمن منشور على حسابه في “فيسبوك”، أن “المؤتمر” قد يكون تمهييداً “لابتلاع الشمال والحجة توحيد السلاح والبندقية وسوف يقولون هذا الحدث هو البداية نحو حلب المدينة”.
وقال: “يبدو وراء هذا المؤتمر ونوعية الأشخاص حدث كبير جداً، وانقلاب رأساً على عقب بالنسبة للشمال (يقصد مناطق سيطرة الجيش الوطني)”.
وفي وقتٍ سابق، روّجت “هيئة تحرير الشام” لمشروع دمج ريف حلب الخاضع لسيطرة “الجيش الوطني” مع منطقة إدلب الخاضع لسيطرتها، تحت إدارة أمنية وعسكرية واقتصادية واحدة، تزامناً مع بدء توغّلها في منطقة “عفرين” العام الماضي، ومعارك مدينة “اعزاز” في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
توازنات جديدة في شمال سورية: ماذا سيحدث لـ”هيئة تحرير الشام”؟
“استنكار واعتذار”
ولاقى تكريم أبو محمد الجولاني، خلال المؤتمر، غضباً وانتقاداً من قبل نشطاء في المنطقة.
وقال الناشط عمير شعبان، في حديثٍ لـ”السورية.نت”، إنّ “انتقادي للمؤتمر، بسبب تحفّظي على مسألة أن يكون هناك مؤتمر باسم مدينتي، ويحسب على جهة عسكرية أياً كانت”.
وأضاف: “انتقادي انحصر على التكريم الذي حصل في نهاية المؤتمر، فأكدت رفضي واستنكاري”.
من جهته، قدّم محمد زلخة وهو الأمين عام “الهيئة الثورية لمدينة حلب”، اعتذاراً بسبب حضوره المؤتمر.
وقال لـ”السورية.نت” عن اعتذاره: “باعتبار المؤتمر صار بمنطقة يسيطر عليها بشكل كامل ـ أي الجولاني ـ وحضوره وإلقاء كلمة ممكن ينفهم أن ثوار حلب، وأنا كأمين عام هو نوع من إضفاء الشرعية عليه”.
وأضاف: “القائم على دعوة وتنظيم المؤتمر، شباب من ثوار مدينة حلب بإدلب، والهدف كان لم شمل جميع ثوار المدينة على كلمة واحدة من إدلب حتى جرابلس”.
واعتبر أنّ “غياب أجندة واضحة من الأساس في المؤتمر، كان سبباً في غياب مخرجات بالمحصلة”، معتبراً أن”المؤتمر كان خطابياً”.
ويقول: “زاد المؤتمر ضعف تقديم تكريم لقائد عسكري ونحن في حالة انكسار وخسارة أراض محررة وما في أي إنجاز حتى يتكرم”.