توجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الألمانية برلين، في إطار زيارة عمل تستمر يوماً واحداً فقط.
ويرافق أردوغان وزيرا الخارجية حقان فيدان، والتجارة عمر بولات، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، بالإضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، وكبير مستشاري الرئيس، عاكف جاغاطاي قليج.
وذكرت وكالة “الأناضول“، اليوم الجمعة، أن أردوغان سيعقد اجتماعاً ثنائياً في إطار زيارته، وآخر على مستوى وفدي البلدين مع الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير.
ومن المقرر أن يستقبل المستشار الألماني أولاف شولتس أردوغان في مبنى المستشارية، على أن يعقد الاثنان محادثات ثنائية يعقبها مؤتمر صحفي مشترك.
وهذه هي الزيارة الأولى للرئيس التركي إلى ألمانيا منذ عام 2020، وتأتي في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بما يجري في قطاع غزة، والحرب الإسرائيلية هناك، والتي خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى من المدنيين.
لماذا تكتسب أهمية؟
وتكتسب الزيارة أهمية لأنها تأتي في وقت يشهد توتراً بين تركيا والغرب بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، والمتواصلة حتى الآن.
وتتهم تركيا ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى بالتزام الصمت تجاه استهداف إسرائيل للمدنيين، ومن ناحية أخرى، ينتقد الغرب تركيا لعدم اعتبار حماس “منظمة إرهابية”.
وتوضح وسائل إعلام أن جدول أعمال الرئيس التركي سيتضمن إلى جانب التطورات في غزة “مستقبل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي”، وقضية إحياء المحادثات المتوقفة بشأن تحديث الاتحاد الجمركي أيضاً.
وقد تمثل هذه الزيارة آفاق وصول تركيا بشكل أفضل إلى أسواق الاتحاد الأوروبي وتحرير التأشيرات، وكذلك يسعى الرئيس التركي إلى طرح قضية شراء 40 طائرة مقاتلة من طراز “يوروفايتر تايفون”.
وكان وزير الدفاع التركي، يشار غولر قد أعلن أمس الخميس أنه “سيتم شراء 40 طائرة حربية من طراز يوروفايتر تايفون”.
وأوضح أن “إنجلترا وإسبانيا وافقت على الصفقة”، وأن “تركيا تحاول إقناع ألمانيا”.
“هدف 50 مليار”
وتعد ألمانيا واحدة من أكبر الشراكات التجارية لتركيا.
وتشير صحيفة “صباح” المقربة من الحكومة إلى أن زيارة الرئيس أردوغان مهمة جداً في هذا الصدد، وأن “الهدف بين البلدين سيكون تجاوز حد 50 مليار دولار في أقرب وقت ممكن”.
ومن جانب آخر، وبالنسبة لألمانيا فإن أهم القضايا المتعلقة بها هي “استمرار التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة غير الشرعية، والذي تم الحفاظ عليه منذ عام 2016”.
كما تريد ألمانيا، التي تؤيد استمرار الاتفاق الحالي، تجديد مضمون الاتفاق نتيجة للمفاوضات مع أنقرة.
وفي بيانه في بداية الأسبوع، قال شولتس: “لقد قبلت تركيا عدداً كبيراً من اللاجئين في بلادها ونحن ندعمهم في الحفاظ على الأمر على هذا النحو. بالطبع على أمل ألا تكون هناك هجرة إلى الدول الأوروبية بهذه الطريقة”.
وينص الاتفاق الذي أبرم قبل 7 سنوات بمبادرة من ألمانيا، على أن يقدم الاتحاد الأوروبي دعماً مالياً مقابل بقاء المهاجرين غير النظاميين القادمين من سورية في تركيا.
“إجراءات أمنية استثنائية”
وتم تشديد الإجراءات الأمنية على أعلى مستوى في برلين استعداداً لزيارة أردوغان، خاصة في المناطق التي توجد بها المباني الحكومية.
وجاء في البيان الذي أدلت به شرطة برلين أنه سيتم تطبيق “القيود الأمنية على الأرض والمياه والجو” بين الساعة 06.00 صباح الجمعة والساعة 00.00 ليلاً.
وسيتم إغلاق الطرق على فترات منتظمة على الطرق التي سيمر بها موكب أردوغان.
كما سيتم إغلاق بعض الطرق في المنطقة التي يقع فيها المقر الرسمي لشتاينماير وقصر بلفيو ومبنى رئاسة الوزراء وسفارة تركيا في برلين، بالكامل أمام حركة مرور المركبات.
وأضاف البيان أن “شرطة برلين ستغلق نهر سبري أمام وسائل النقل، على أن يقتصر على الموقع الذي يقع فيه مقر رئاسة الوزراء”.
وطلبت من سكان المناطق التي تم اتخاذ الإجراءات الأمنية فيها حمل بطاقاتهم الشخصية، وإلا فسيتم إبلاغهم بأنه لن يسمح لهم بدخول هذه المناطق.
وسيكون 1500 ضابط شرطة مسؤولين عن ضمان الأمن خلال زيارة أردوغان، ويذكر أن وحدات الشرطة الخاصة والقناصين سيشاركون أيضاً، حسب ما ذكرت وسائل إعلام ألمانية.