ما حقيقة اتفاق تركيا وروسيا على إقامة منطقة خالية عسكرياً في إدلب؟
أثارت تصريحات وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، بشأن إقامة منطقة خالية من التواجد العسكري في إدلب ردود فعل متباينة، بين من اعتبرها مقدمة لاتفاق تركي روسي جديد حول إدلب، ومن فسرها على أنها استكمالُ لاتفاقيات سابقة بين الجانبين.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء في تركيا، قال لافروف:“تم الاتفاق مع تركيا على تأسيس منطقة خالية من الوجود العسكري في إدلب”.
و تحدث في تصريحه عن تنفيذ اتفاق سابق حول إدلب، والموقع بين تركيا وروسيا في مارس/ آذار العام الماضي، ونص حينها على تشكيل منطقة منزوعة السلاح، وليس عن اتفاق جديد.
وقال لافروف؛”تحدثنا عن الوضع في إدلب وركزنا على ضرورة تنفيذ البرتوكول الروسي التركي المشترك، الذي تم الاتفاق عليه في مارس/ آذار 2020، الذي ينص على تشكيل منطقة منزوعة السلاح”.
وأضاف أنه “تم الاتفاق على ضرورة القضاء التام على التواجد الإرهابي في تلك المنطقة، وعلى ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية لجميع السوريين دون استثناء”.
ويعود الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين تركيا وروسيا إلى 2018، عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتفاق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على “إقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب على امتداد خط التماس بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية”.
وقال بوتين حينها إنه “سيتم إخلاء المنطقة المنزوعة السلاح من كل الجماعات المسلحة المتطرفة، بما فيها جبهة النصرة”، إلا أن الاتفاق تعثر حينها، وشنت روسيا حملة عسكرية في المنطقة.
وفي مارس/ آذار من 2019 اتفقت تركيا وروسيا مجدداً على تنفيذ الاتفاق بإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترا.
إلا أن روسيا أيضاً خرقت الاتفاق، وشنت حملة عسكرية سيطرت من خلالها على مساحات واسعة من ريف إدلب الشرقي.
وفي مارس/ آذار 2020 توصل بوتين وأردوغان إلى اتفاق جديد في إدلب، نص على “إنشاء ممر آمن طوله 6 كلم على الطرق الدولي M4، وإنشاء ممر مساعدات يشرف عليها الجانبان وتسيير دوريات مشتركة روسية- تركية.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، خلال المؤتمر الصحفي، اليوم الأربعاء، إنه يجري العمل حالياً على التوصل لاتفاقيات جديدة حول إدلب، إلى جانب تثبيت مخرجات “أستانة” المتعلقة بمناطق “خفض التصعيد”.
ولم يوضح أوغلو ماهية هذه الاتفاقيات مع الروس في إدلب.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه منطقة جبل الزاوية في الريف الجنوبي لإدلب تصعيداً عسكرياً من جانب قوات الأسد وروسيا منذ مطلع يونيو/حزيران الحالي، الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
وتعتبر مناطق جبل الزاوية التي تتركز عليها الضربات الروسية خاصرة محافظة إدلب من الجنوب.
وتنتشر فيها قوات تركية مزودة بسلاح المدفعية وراجمات الصواريخ، وتتوزع على شريط طويل على خطوط التماس مع قوات الأسد.