قال موقع “أكسيوس” الأمريكي إن موافقة “حماس” على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، “فاجأ” الحكومة الإسرائيلية التي شككت بدور الولايات المتحدة في هذا الاتفاق.
ونقل الموقع، اليوم الثلاثاء، عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إعلان “حماس” فاجأ الحكومة الإسرائيلية، كونه يحتوي على “العديد من العناصر الجديدة” التي لم تكن جزءاً من الاتفاق الذي وافقت عليه إسرائيل سابقاً.
وكانت إسرائيل وافقت قبل عشرة أيام على اتفاق حول غزة، وقدمته إلى “حماس” عن طريق الولايات المتحدة ومصر وقطر.
لكن أحد المسؤولين الإسرائيليين قال للموقع الأمريكي إن المقترح الذي وافقت عليه “حماس”، أمس، “يبدو وكأنه مقترح جديد تماماً”.
ما هو الاتفاق الذي قبلته “حماس”؟
أعلنت “حماس”، أمس الاثنين، موافقتها على المقترح المصري- القطري بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل.
وجاء في بيان “حماس” أن رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء القطري ووزير المخابرات المصرية، وأبلغهم بموافقة الحركة على المقترح.
ويتضمن المقترح، وفق مسؤولين في “حماس”، ثلاث مراحل مدة كل مرحلة 42 يوماً.
وأوضح القيادي في الحركة طاهر النونو أن المقترح يشمل انسحاباً كاملاً لإسرائيل من غزة، وعودة النازحين إليها، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار المناطق المدمرة بإشراف قطر ومصر ومنظمات دولية.
وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاق وقف إطلاق النار في المناطق المأهولة بالسكان والانسحاب جزئياً لإسرائيل من غزة.
في حين تشمل المرحلة الثانية إعلان الهدوء الدائم في غزة وانسحاب كامل لإسرائيل منها.
أما المرحلة الثالثة تشمل عودة النازحين تدريجياً إلى مناطقهم “دون قيد أو شرط”.
ويتخلل المراحل الثلاث توفير المساعدات الإنسانية ومراكز إيواء مؤقتة لمن فقدوا منازلهم، إلى جانب وضع خطط من قبل قطر ومصر لإعادة إعمار قطاع غزة بشكل كامل.
ومن المتوقع أن يتم تبادل الأسرى خلال المرحلة من الأولى من الاتفاق، إذ قال خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس في غزة، لقناة الجزيرة إن المرحلة الأولى ستشهد مفاوضات حول مفاتيح تبادل الأسرى.
وأضاف أنه مقابل كل مجندة إسرائيلية سيتم الإفراج عن 50 سجينة فلسطينية، 30 منهن حصلن على أحكام بالسجن المؤبد، و20 من أقدم السجينات الفلسطينيات.
وخلال المرحلة الأولى، وافقت “حماس” على الإفراج عن 33 من الرهائن الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لكن صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت مصادر مطلعة، أن “حماس” أبلغت المفاوضين أن الرهائن الـ33 الذين سيفرج عنهم بالمرحلة الأولى “ليسوا كلهم أحياء”.
وأضافت أن رفات الرهائن الموتى ستكون من بين عملية الإفراج الأولى.
تشكيك إسرائيلي بواشنطن
بحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي، فإن إسرائيل “محبطة” من الدور الأمريكي خلال الاتفاق الأخير الذي وافقت عليه “حماس”.
ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إدارة بايدن كانت على علم بالمقترح الذي تفاوضت عليه مصر وقطر مع “حماس”، لكنها لم تطلع إسرائيل على ذلك قبل أن تعلن “حماس” قبولها يوم الاثنين.
وأضاف الموقع أن ذلك “خلق خيبة أمل عميقة وشكّاً بين كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن الدور الأمريكي في محادثات صفقة الرهائن، ما قد يؤثر سلباً على سير المفاوضات”.
قال اثنان من كبار المسؤولين الإسرائيليين إنه عندما كان وفد “حماس” في القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، قدم لهم المصريون اقتراحاً جديداً دون التنسيق مع إسرائيل.
وأضاف مصدر مطلع على المفاوضات أن الولايات المتحدة دعت الإسرائيليين إلى القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنهم اختاروا عدم الحضور.
واعترف أحد المسؤولين الإسرائيليين بأن الخطأ هو الذي أدى إلى تقليل ظهور إسرائيل في المحادثات.
من جانبه، قال مسؤول أمريكي كبير للموقع إن “الدبلوماسيين الأمريكيين يتواصلون مع نظرائهم الإسرائيليين. ولم تكن هناك مفاجآت”.
مضيفاً: “هذه عملية صعبة للغاية حيث تتم المفاوضات من خلال وسطاء في الدوحة والقاهرة”.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل شاركت في المحادثات “بحسن نية”، وأن الاقتراح الإسرائيلي الذي قدمته في أواخر أبريل/نيسان الماضي كان “الاقتراح الأكثر ميلاً إلى الأمام حتى الآن. ولتأمين وقف إطلاق النار، تحتاج حماس ببساطة إلى إطلاق سراح الرهائن”.
وقال المسؤول أيضاً إن إدارة بايدن ترى في رد “حماس” اقتراحاً مضاداً وليس اقتراحاً جديداً.