دار الحديث في الشمال السوري، خلال اليومين الماضيين، عن وجود مبادرة من قبل عدة شخصيات لتشكيل “قيادة موحدة” لفيالق “الجيش الوطني السوري” الثلاثة، وأن الهدف منها “إنهاء الفصائلية وتوحيد الجهود في وجه تحديات المرحلة المقبلة”، وخاصة مساعي “هيئة تحرير الشام” في التمدد إلى المنطقة.
ورغم تداول مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن المجلس وعدد أعضائه وأسماء المستقلين منه، إلا أن ذلك لم يتبعه أي بيان أو تعليق رسمي.
وحسب ما قال مصدر إعلامي مطلع على المبادرة لـ”السورية. نت”، اليوم الاثنين، فإن هدف “المبادرة” هو تشكيل مجلس قيادي عسكري موحدة وإدارة أمنية واحدة وقوة مركزية موحدة، إضافة إلى توحيد الصندوق الاقتصادي.
وأضاف المصدر أن المبادرة طرحت من قبل عدد من الأشخاص بينهم، مدير “التوجيه المعنوي” في الجيش الوطني حسن الدغيم والباحث السوري عباس شريفة.
وتابع أنها “واجهت خلافات في البداية سببها نسب توزيع إيرادات المعابر على الجميع، وبعدها تم التوافق على تشكيل الصندوق الاقتصادي وتوزيعها بنسب متفق عليها”.
وتقوم هذه الخطوة على على ترشيح كل فيلق من فيالق “الجيش الوطني” الثلاثة (الأول والثاني والثالث) سبعة أشخاص ليكونوا ضمن مجلس القيادة.
وحسب المصدر فإن “فرقة الحمزة” و”فرقة سليمان شاه” الذين ينضويان ضمن صفوف الفيلق الثاني لم يوافقوا على الأسماء المرشحة من قبل قائد الفيلق، العميد أحمد عثمان.
وأكد أن الفرقتين سموا ممثليهم في مجلس القيادة دون العودة إلى قيادة الفيلق الثاني، الأمر الذي دفع بقائد الفيلق إلى إصدار قرار بفصلهم من مرتبات “الفيلق الثاني” “لعدم التزامهما بأوامر القيادة”.
وأشار المصدر إلى أن الهدف الأول من توحيد جهود الفصائل هو “الوقوف في وجه تمدد أبو محمد الجولاني إلى الشمال”.
وكانت اشتباكات اندلعت، في يونيو/ حزيران الماضي، بين “الفرقة 32″ التابعة لـ”حركة أحرار الشام- القطاع الشرقي” وبين “الفيلق الثالث” من “الجيش الوطني”، في منطقة الباب بريف حلب.
وسيطر “الفيلق الثالث” على مقرات عسكرية للحركة، أعقبها تسيير “حركة أحرار الشام” أرتال عسكرية من إدلب إلى ريف حلب الشمالي، لمساندة “الفرقة 32” بمشاركة قوات من “هيئة تحرير الشام”.
ودخلت الأرتال العسكرية من محورين، الأول من الغزاوية حيث وصلت إلى قرية قرزيحل جنوب عفرين، أما المحور الثاني كان دخول قوات من جنديرس وصولاً إلى قرية كفرصفرة.
وأكدت “تحرير الشام” في بيان لها مشاركة قواتها في الاشتباكات، وقالت إنها تابعت “باهتمام بالغ ما جرى من اقتتال داخلي مؤسف، نتيجة القرارات الخاطئة التي أقدمت عليها قيادة الجبهة الشامية إلى جانب فصيل جيش الإسلام ضد إخوانهم وشركائهم”.