قالت أربعة مصادر لوكالة “رويترز” إن الولايات المتحدة والعراق يستعدان لبدء محادثات، حول إنهاء مهمة “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن في العراق واستبداله بعلاقات ثنائية.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها إن السفيرة الأمريكية في العراق سلّمت وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، رسالة حول هذا الموضوع، أمس الأربعاء.
وأضافت أن” الولايات المتحدة، بفعلها هذا، أسقطت شروطاً مسبقة بأن تتوقف أولاً الهجمات ضدها من قبل الجماعات المسلحة العراقية المدعومة من إيران في العراق”.
وقالت وزارة الخارجية العراقية إنها تسلمت رسالة “مهمة”، مضيفةً أن رئيس الوزراء سيدرسها بعناية، دون ذكر تفاصيل إضافية.
ومن المتوقع أن تستغرق المحادثات عدة أشهر، إن لم يكن أكثر، بحسب “رويترز”، مع عدم وضوح نتائجها وعدم وجود انسحاب وشيك للقوات الأمريكية، وفق ما قالت.
وكانت المحادثات بين الجانبين بدأت العام الماضي، إلا أنها توقفت بعد الحرب على غزة.
ما تفاصيل المحادثات؟
وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق يقدمون المشورة والمساعدة للقوات المحلية لمنع عودة تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي سيطر عام 2014 على أجزاء كبيرة من العراق وسورية قبل هزيمته.
وينتشر في العراق أيضاً مئات الجنود من دول أخرى، معظمها أوروبية، في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي تم تشكيله لمحاربة تنظيم “الدولة” عام 2014.
وقد تعرض وجود تلك القوات في العراق لضغوط متزايدة، خاصة بعد الهجمات التي تشنها المليشيات التابعة لإيران ضد القواعد الأمريكية في المنطقة، منذ بدء الحرب على غزة.
وتعرضت القوات الأمريكية في العراق وسورية لـ 150 هجوماً منذ أكتوبر الماضي، من قبل مسلحين متحالفين مع إيران متمركزين في العراق، وفق بيانات “البنتاغون”.
وكذلك شنت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات “الانتقامية”، كان آخرها الثلاثاء الماضي.
ونقلت “رويترز” عن اثنين من المصادر قولهما إن “الحسابات تغيرت وسط إدراك أن الهجمات لن تتوقف على الأرجح، وأن الوضع الراهن يؤدي إلى تصعيد مطرد”.
وقال مسؤول أميركي للوكالة إن “الولايات المتحدة والعراق يقتربان من الاتفاق على بدء حوار اللجنة العسكرية العليا الذي أعلن عنه في آب/ أغسطس الماضي”.
وقالوا إن اللجنة ستسمح بإجراء تقييم مشترك لقدرة قوات الأمن العراقية على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، و”تشكيل طبيعة العلاقة الأمنية الثنائية”.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه: “لقد ناقشنا هذا الأمر منذ أشهر. والتوقيت لا يتعلق بالهجمات الأخيرة. وستحتفظ الولايات المتحدة بحقها الكامل في الدفاع عن النفس خلال المحادثات”.
ويأمل المسؤولون العراقيون والأمريكيون أن يؤدي بدء المحادثات رسمياً إلى “تخفيف الضغط السياسي على حكومة السوداني وربما تقليل الهجمات على القوات الأمريكية”، وفق “رويترز”.