يجري وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، محادثات “شاملة” مع نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، في محاولة لتجاوز الخلافات في عدد من الملفات، خاصة الملف السوري.
وتأتي المحادثات، خلال زيارة فيدان على رأس وفد من كبار المسؤولين في الخارجية التركية إلى واشنطن، لعقد اجتماعات ومحادثات مع نظرائهم الأمريكيين.
وحسب وكالة “رويترز” فإن كبار مسؤولي خارجية البلدين سيجرون عدة جولات من المحادثات تركز على موضوعات تشمل سورية والغزو الروسي لأوكرانيا والتعاون الدفاعي والطاقة ومكافحة الإرهاب والحرب بين إسرائيل و”حماس”.
وأطلق على هذه المحادثات “الآلية الاستراتيجية” التي تتبعها أنقرة وواشنطن منذ أبريل/ نيسان 2022، لحل الخلافات العالقة بين البلدين.
ونقلت الوكالة عن مسؤول أمريكي وصفته بالـ”كبير” قوله إنه “من المحتمل أن تكون هذه الآلية الإستراتيجية الأكثر حيوية وإيجابية التي أجريناها منذ سنوات”.
وشهدت العلاقات التركية- الأمريكية، خلال السنوات الماضية، توتراً بسبب عدة ملفات، أبرزها شراء تركيا منظومة الصواريخ S-400 الروسي، وفرض عقوبات أمريكية عليها.
كما تبدي أنقرة انزعاجها بشكل متكرر من دعم الولايات المتحدة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال شرق سورية، التي تعتبرها امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني” المصنف “إرهابياً”.
من جانبه، يقول عضو مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزب الديمقراطي، جين شاهين، إن زيارته إلى تركيا في أواخر العام الماضي، ولقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كانت “إيجابية للغاية من حيث إمكانية إعادة ضبط العلاقات في المستقبل”.
أما فيما يتعلق بالملف السوري، فمن المرجح ألا يفضي الاجتماع إلى أي تقدم بعيد المنال بعد سنوات من الخلافات، حسب الوكالة.
وفي حين تقول واشنطن إن دعمها لـ”قسد” هدفه هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، تريد تركيا إيقاف دعمها لـ”المنظمات الإرهابية” كما تصفهم.
وحسب السفير الأمريكي لدى تركيا، جيف فليك، للوكالة “من الواضح أننا نرى الأمور مختلفة في بعض النواحي، لكن مصالحنا تتوافق عندما يتعلق الأمر بهزيمة داعش”.
وأضاف: “نحن نحاول البناء على المجالات التي لدينا فيها مصلحة جماعية على الرغم من بعض الاختلافات التي لدينا هناك”.
وكان رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم كالن، زار واشنطن، الثلاثاء الماضي، لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض والكونغرس ووزارة الخارجية.
وتأتي زيارة المسؤولين الأتراك بعد موافقة تركيا على عضوية السويد في حلف “الناتو”، وموافقة الكونجرس الأمريكي منذ ذلك الحين على بيع طائرات مقاتلة من طراز “F-16” الأمريكية.