محادثات بين نظام الأسد و”قسد” تزامناً مع “التطبيع التركي”
لمناقشة مستقبل شمال شرقي سورية
أجرى مسؤولون من نظام الأسد اجتماعات مع قيادات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، حسبما نقل موقع قناة “الميادين” الممولة إيرانياً.
وتأتي هذه المحادثات تزامناً مع تصاعد خطوات التطبيع بين تركيا ونظام الأسد، وما سبقها من تهديد تركي يشن عملية عسكرية ضد “قسد” مؤخراً.
وذكرت “الميادين” أمس الثلاثاء، نقلاً عما سمتها “مصادر كردية”، أنه عقد عدة اجتماعات بين مسؤولين من حكومة النظام وقيادات من “قسد” لدراسة “إمكانية عقد جولة جديدة من المباحثات بين الطرفين حول مستقبل مناطق شمال شرق سورية”.
وجرت المحادثات بين الطرفين في مدينة القامشلي، إذ اتفق الطرفان على عقد اجتماعات خلال الأيام القادمة في دمشق.
وتعتبر “الإدارة الذاتية” هي السلطة المتحكمة بمناطق شمال شرقي سورية بدعم التحالف الدولي، و”مسد” هو الذراع السياسي لها، و”قسد” الذراع العسكرية.
وتحدثت مصادر “الميادين” عن مبادرة أمريكية لإمكانية “إيجاد نقاط تقارب بين تركيا وقسد، تمهيداً لإطلاق حوار بين الجانبين”، مشيرة إلى وضع تركيا “شروطاً تعجيزية” تجعل احتمالية نجاح مبادرة واشنطن “ضعيفة”.
الضغط التركي يزداد
وتجري “قسد” مفاوضات مع النظام بشكل مستمر، إلا أنها لم تتوصل لصيغة تفاهم أو اتفاق محدد، رغم الضغط الروسي المتواصل.
وتتمتع “ٌقسد” بأوراق قوة أهمها دعم التحالف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، إضافة إلى ورقة السجون التي تضم عناصر “تنظيم الدولة” والمخيمات التي تقيم في بعض أجزائها عائلات مقاتلي التنظيم.
لكن التقارب الأخير بين النظام وتركيا زاد من الضغوط على “قسد”، إذ يرى محللون أن تطبيع الطرفين سيزيد من الضغط على “ٌقسد” وستكون هي الخاسر الأبرز.
فالنظام يحاول استرجاع مناطق سيطرة “قسد” الغنية بالثروات النفطية، وتركيا تصنفها على قوائم “الإرهاب” وتسعى لإبعادها عن حدودها.
وكان قائد “قسد” مظلوم عبدي قد قال في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط” الشهر الماضي، إنه لا يمانع أن تكون “قسد جزءاً من المنظومة الدفاعية للجيش السوري بشكل عام”، لكن لديه شروط وتفاصيل.
وذكر عبدي أن قواته تتجاوز 100 ألف عنصر، وأمضوا عشر سنوات في القتال، وهم بحاجة إلى حل دستوري وقانوني.
فـ”قسد يجب أن يكون لها دور وخصوصية ضمن الجيش، الأمور العامة متفقون عليها (أي مع النظام)، لكن عند التفاصيل هناك مشاكل ما يجعل الأمر يأخذ وقتاً”، حسب تعبير عبدي.
وأكد عبدي أن “قسد” ترسل وفوداً إلى دمشق وأنه يريد الذهاب إلى دمشق “عندما تنضج الظروف للحل”.
برعاية روسية.. مباحثات بين “قسد” والنظام لتشكيل غرفة عمليات عسكرية