ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” أن سلطنة عمان استضافت محادثات سرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مطلع العام الحالي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين، أمس الأربعاء، قولهم إن المحادثات السرية كانت “محاولة لإقناع طهران باستخدام نفوذها على الحوثيين في اليمن، لإنهاء الهجمات على السفن في البحر الأحمر”.
كما أثارت واشنطن خلال المحادثات مخاوفها بشأن البرنامج النووي الإيراني المتوسع، وفق المسؤولين.
وأشارت الصحفية إلى أن المحادثات السرية جرت في يناير/ كانون الثاني الماضي، وكانت بشكل غير مباشر، حيث كان الوسيط العماني ينقل الرسائل بين الطرفين.
وكان مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ومبعوثه الخاص إلى إيران، أبرام بالي، على رأس الوفد الأمريكي، في حين مثّل إيران نائب وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كاني.
ووفقاً للصحيفة، كان من المقرر عقد جولة ثانية من المفاوضات في فبراير/شباط، لكن تم تأجيلها عندما أصبح ماكفورك منخرطاً بالجهود الأمريكية للتوسط في اتفاق بين “حماس” وإسرائيل حول غزة.
ويشن الحوثيون منذ أشهر هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية.
ويركزون على إطلاق هذه الهجمات قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.
وأدت هجمات الحوثيين إلى إجبار الشركات التجارية على تغيير مسارها للقيام برحلات أطول وأكثر تكلفة حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
ونفذت الولايات المتحدة وبريطانيا عدة ضربات جوية استهدفت مواقع لجماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن.
وحسب الصحيفة، يعترف المسؤولون الأمريكيون بأن العمل العسكري وحده لن يكون كافياً لردع الحوثيين، ويعتقدون أن طهران ستحتاج في نهاية المطاف إلى الضغط على الجماعة للحد من أنشطتها.
وتتهم واشنطن طهران بتزويد الحوثيين بطائرات بدون طيار وصواريخ ومعلومات استخباراتية لشن هجماتهم على السفن.
وحسبما نقلت الصحيفة عن مسؤول إيراني قوله “إنهم (الإيرانيون) لا يستطيعون إملاء الأوامر على الحوثيين، لكن يمكنهم التفاوض والتحدث”.
من جانبها نفت وكالة “إرنا” الإيرانية وجود مفاوضات مع واشنطن حول البحر الأحمر.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع أن تبادل الرسائل بين البلدين اقتصر على مفاوضات إلغاء العقوبات.
واعتبر المصدر أن ذلك “عملية نفسية لقلب الحقائق وخداع الرأي العام كاستراتيجية أمريكية لتغطية هزائمها، والمفاوضات الجارية بين البلدين مرتبطة فقط بإلغاء العقوبات”.