تدور مفاوضات بشأن الإعلان عن هدنة في قطاع غزة، بعد 34 يوماً من التصعيد الإسرائيلي في القطاع، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني.
وذكرت صحيفة “الغارديان“، اليوم، أن المفاوضات جارية للتوصل إلى وقف إطلاق نار “إنساني” لمدة ثلاثة أيام في غزة، مقابل إطلاق سراح نحو 12 أسيراً إسرائيلياً لدى “حماس”.
وتدور المفاوضات برعاية مصر وقطر وأمريكا والأمم المتحدة، لبحث إطلاق سراح الأسرى مقابل شروط تفرضها “حماس”.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين المصريين قوله إن تفاصيل الصفقة تمت مناقشتها هذا الأسبوع في القاهرة بين مسؤولين مصريين ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووفد إسرائيلي.
وأضاف المسؤول أن الوسطاء “يضعون اللمسات النهائية على مسودة الاتفاق”.
ما تفاصيل الهدنة؟
من جانبه، قال مسؤول أمريكي كبير لـ “الغارديان” إن إدارة بايدن لم تطرح أي إطار زمني محدد لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، لكنه اقترح أن تفكر إسرائيل في ربط مدة التوقف بالإفراج عن عدد معين من الأسرى.
وأضاف أنه في حال التوصل لاتفاق بشأن مدة التوقف وعدد الأسرى وتنفيذ الاتفاق بنجاح، “فمن الممكن إعادة النظر بنفس الصيغة من أجل فترات توقف إضافية وإطلاق سراح الرهائن”.
وبحسب الصحيفة فإن هذه الهدنة “ستسمح بدخول المزيد من المساعدات، بما في ذلك كميات محدودة من الوقود، إلى غزة للتخفيف من الظروف المتدهورة لـ 2.3 مليون فلسطيني محاصرين هناك”.
لكن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قالت إنه بموجب الشروط التي يتم التفاوض عليها، ستقوم “حماس” بإطلاق سراح ما يصل إلى 15 أسيراً إسرائيلياً، مقابل توقف إسرائيل عن شن هجمات على غزة لمدة ثلاثة أيام.
وأضافت أنه بموجب الصفقة سيتم إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ونقل الأسرى إلى خارجه، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على المفاوضات.
وأكد مسؤولون آخرون الاتفاق على الخطوط العريضة للصفقة، لكنهم رفضوا مناقشة الأعداد المحددة للأسرى التي تجري مناقشتها.
ويعتقد أن “حماس” تحتجز أكثر من 240 أسيراً إسرائيلياً، بينهم من يحملون جنسيات أجنبية، خلال عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها يوم 7 أكتوبر الماضي، في غلاف غزة.
مفاوضات لم تنجح
منذ بدء التصعيد على غزة، سعت قطر ومصر إلى التوصل لوقف إطلاق نار في غزة، ضمن عمليات تفاوض “لم يكتب لها النجاح”.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قبل أسبوعين، تفاصيل أول مفاوضات للتهدئة بين إسرائيل “وحماس”، مشيرة إلى أنها “وصلت لمرحلة متقدمة ثم فشلت”.
وقالت إن المحادثات تضمنت مقترحاً بإطلاق سراح 50 أسيراً إسرائيلياً لدى “حماس”، مقابل أن تسمح إسرائيل بإدخال الوقود إلى قطاع غزة.
لكن إسرائيل رفضت تحت مزاعم أن الوقود قد يصل لأيدي مقاتلي “حماس”، ويمكن أن يتحول لأغراض عسكرية ضد إسرائيل، وفق مسؤولين مطلعين.
وبحسب الصحيفة فإن المفاوضات وصلت إلى مرحلة متقدمة، لكن إسرائيل لم توافق على إيصال الوقود إلى غزة عبر مصر.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” كثف المسؤولون الأمريكيون، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي كان في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، مساعيهم للتوصل إلى اتفاق يتضمن مبادلة الأسرى مقابل وقف القتال.
وقال فيدانت باتيل، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أمس الأربعاء، إن نحو 10 أمريكيين ما زالوا في عداد المفقودين خلال هجوم “حماس” على غلاف غزة.
وأضاف: “نحن نعمل على مدار الساعة لتحديد مكان وجود هؤلاء الرهائن”.
لكن باتيل رفض الحديث عن المحادثات التي تتوسط فيها قطر، ولم يتطرق إلى أي مشاركة أمريكية في المفاوضات.
وتشارك قطر بعمق في مفاوضات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى “حماس”، حيث يتمركز القادة السياسيون لحركة حماس في الدوحة.
وتجري الحكومة القطرية مناقشات منتظمة مع إسرائيل و”حماس” والولايات المتحدة.
وقال مسؤول أمريكي لـ”نيويورك تايمر” إن إدارة بايدن لم تضغط على قطر لإغلاق مكتب “حماس”، لأن بلينكن ومسؤولين أمريكيين آخرين يعتقدون أنه “مفيد” لمفاوضات الأسرى.
وفي مؤتمر صحفي مع بلينكن في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إن المكتب كان “وسيلة للتواصل وإحلال السلام والهدوء في المنطقة”.